+ -

 سلّمت، مساء أول أمس، جائزة عمر أورتيلان الدولية لحرية الصحافة والتعبير، إلى كل من الصحفي حميد عبد القادر من جريدة “الخبر”، والصحفية سارة خرفي من جريدة “ليبرتي”، وذلك اعترافا وتثمينا لجهدهما في خدمة الإعلام الثقافي. وقد حضر الحفل عديد الوجوه الثقافية والسياسية والإعلامية الجزائرية، الذين ثمّنوا المبادرة وترحّموا على روح شهيد القلم وحرية التعبير، عمر أورتيلان.جمعت “الخبر” خلال حفل توزيع الجائزة الدولية عمر أورتيلان لحرية الصحافة والتعبير، مساء أول أمس، ضيوفها من الإعلاميين والسياسيين والفنانين بفندق الأوراسي، وحمل اللقاء مشاعر الحنين إلى زمان قلم “بوجمعة”، فقيد الصحافة العربية، الذي رحل برصاص غدر الإرهاب سنة 1995. وقد سافر الحضور مع “تقرير” مصور عرض في افتتاح حفل توزيع الجائزة، حياة ونضال شهيد الصحافة وحرية التعبير خلال العشرية السوداء.لم تفارق، منذ عشرين عاما، صورة عمر أورتيلان “ذاكرة زملائه في مهنة المتاعب”، فما أشبه البارحة باليوم، وقد وقف الإعلامي العربي زواق على المنبر ليحكي في كلمة مقتضبة خصال عمر أورتيلان، ويعيد الذاكرة إلى زمن كان فيه هذا القلم الجزائري يحلق كل صباح في عمود حمل اسم “بوجمعة”، كان يكتبه حالما بأن تحط حمامة السلام فوق أرض الجزائر، وكان آخر كلام عمر عموده “أيها السّلم تجلى”.انطلقت السهرة بداية بكلمة أرملة الراحل عمر أورتيلان، زكية أورتيلان، التي اعتبرت الجائزة بمثابة مناسبة لترسيخ الثقافة بـ “الخبر”، ومناسبة لتكريم أسماء اتبعوا خطى الراحل وساهموا في إيصال كلمته ورسالته للملأ. مناسبة تخلد ذكرى الراحل وذكرى فقيد المدافعين عن حرية الصحافة وحرية الكلمة، قبل أن تشرف على تسليم درع “السنونو” لكل من الإعلامي حميد عبد القادر من جريدة “الخبر”، وسارة خرفي من جريدة “ليبرتي”.وقد اعتلت المنصة الإعلامية خديجة بن ﭬڤنة، لتشارك تتويج الصحافيين وتكون ضمن عضوية لجنة تحكيم الجائزة للدورة القادمة رفقة الإعلامي من قناة “فرانس 3”.كانت المناسبة فرصة لتكريم المجاهدة القديرة ميمي معزيز، من يدي رئيس المجلس الأعلى لأخلاقيات المهنة السابق، الصحفي الكبير زبير سويسي، لتلقي كلمتها ببساطة وباختصار شديد معبّر، جملتان كفيلتان بشرح ما أرادت إيصاله للجيل الجديد، نطقت بكل عفوية وبابتسامة ساحرة “المستقبل بين أيديكم، والجزائر لازالت بخير مادمتم فيها”، جملتان فقط استحقتا تصفيقا طويلا من الحاضرين، الذين أظهروا لها وزميلتها في الكفاح المجاهدة الرمز لويزة إيغيل أحريز كل التقدير والامتنان والاحترام.قالوا عن الجائزةرئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس “أنا سعيد جدا لحضوري هذا الحفل التكريمي، وعادة أحضر هذا الحفل إن كنت موجودا في العاصمة، ومن حسن حظي السنة الماضية وهذا العام، فإنني أحضر هذا الحفل الهام. هذا التكريم خاص بصحافيين اثنين، شابة وشاب من الصحافة الثقافية، وهذا اهتمام جريدة “الخبر” بالسياسة وكل مسائل الحياة وحتى مناحي الثقافة، وقد عودتنا “الخبر” على هذه التكريمات تشجيعا للإبداع والثقافة”.الدكتور محي الدين عميمور هناك ثلاث نقاط مهمة وأساسية بخصوص التكريم؛ تكمن في أن المبادرة هي تكريم لرجل يمكن القول إنه مات من أجل الجزائر، بالرغم من وجود علامات استفهام لحد الآن حول ظروف وفاته... كما أنها فرصة لتكريم صحفيين لم يحظوا بتكريم المصالح المعنية في الدولة، إضافة إلى أنها مناسبة يلتقي فيها جموع المرتبطين بالإعلام، في وقت غابت النوادي والمؤسسات التي تسهر على إجراء لقاءات واجتماعات ثقافية واجتماعية.جميل دعوة الإعلامية خديجة بن ڤنة وتكريمها بالمناسبة، فهي إعلامية محترفة تستحق كل التقدير والاحترام. كما أن حميد عبد القادر صحفي ومثقف، والجزائر بحاجة لأمثال حميد، وهذه الجائزة حافز ومدعم لجموع الصحفيين للعمل على تكريس الاحترافية. إن الفصل بين الإعلام والثقافة بالغباء ذلك أنهما وجهان لعملة واحدة فليس هناك إعلام بدون ثقافة ولا ثقافة بلا إعلام.الدكتور أحمد عظيمي “أود أن أحيي مؤسسة “الخبر” على وفائها لعمر أورتيلان، شهيد الصحافة والكلمة الحرة، وأود أن أثني على هذه المبادرة، لأنه ليس من السهل أن تكون هناك جائزة سنوية تكرم الإبداع، ولا شك أن اللجنة هذا العام لديها قناعتها.. وهنيئا للفائزين ونتمنى أن تدوم هذه الجائزة وفاء للشهيد عمر أورتيلان”.الدكتور أحمد بن بيتور “هذه مناسبة للترحم على الشهيد عمر أورتيلان، وهذا للتأكيد على أن الصحافيين ضحوا بالكثير من أجل حرية التعبير، ومن أجل أن تظل الجزائر واقفة، ومنحها هذا العام للأقسام الثقافية خطوة مهمة، خصوصا في ظل التهميش الذي تعيشه الصحافة الثقافية، لهذا نحن سعداء جدا بهذا الحدث وهنيئا للمتوجين”.رئيس سلطة الضبط السمعي البصري، ميلود شرفي “عشرون سنة تمر على رحيل عمر أورتيلان، نحن لم ننسه ولن ننسى أن عمر اغتالته أيادي الغدر والإرهاب، لأن نبض الإحساس لم ولن يتوقف بواجب الحرية ونور الكلمة، وكل المبادئ التي مات من أجلها عمر.. لا يفوتني بمناسبة الطبعة السادسة عشر، أن أنوّه بهذه الإضافة التي كرستها جريدة “الخبر” من خلال جائزة أورتيلان الدولية”. مديرة جريدة “الفجر” حدة حزام في كل سنة أحضر حفل الصحافة الدولية، وصورة الراحل عمر أورتيلان لا تزال راسخة في ذهني، لا يزال صوته وضحكاته في أذني، لازلت أتذكر فنجان قهوته وسيجارته التي لم تكن تفارقه.. كان إنسانا محترما ومخلصا لمبادئه ومتفانيا في عمله، وللأسف فقدنا أحسن الأسماء والقامات الصحفية. بالنسبة للجريدة، فهي من أحسن وأجرأ الجرائد التي أثبتت نفسها في الساحة العربية، وحتى الدولية، وهي رمز للصحافة الحرة.الحفل بالصور :

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: