+ -

تواصل السعودية حشد مواقف عربية ودولية مساندة وداعمة لها في مواجهة إيران، بعد تزايد حدة الصراع وتصاعد الأزمة بين البلدين على خلفية إعدام 47 شخصا، لاتهامهم بالإرهاب وتهديد الأمن القومي، وهي الحادثة التي أخذت أبعادا كثيرة وتطورات متعددة، خاصة بعد حادث الهجوم على السفارة السعودية بطهران، الذي قوبل برفض وتنديد شديد من مجلس الأمن والكويت وسلطنة عمان.اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الرياض بدعمها للإرهاب وإعدام المناهضين له، وبعد قيام السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وطرد ممثليها الدبلوماسيين من على أراضيها، وطرد كل من البحرين والسودان السفير الإيراني من بلادهم، وتخفيض الإمارات مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى قائم بالأعمال، عبرت سلطنة عمان، أمس، عن أسفها للهجوم الذي تعرضت له سفارة السعودية وقنصليتها في إيران، احتجاجا على إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر في المملكة، واعتبرت الخارجية العمانية هذا العمل “عملًا غير مقبول”، وأكدت على أهمية “إيجاد قواعد جديدة تُحرم بأي شكل من الأشكال التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحقيقًا للاستقرار والسلم”، كما أعرب مجلس الأمن أيضا عن رفضه للحادث.هو الموقف نفسه الذي أيدته الأردن، فقد أعربت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب على لسان نائب رئيس اللجنة، هايل ودعان الدعجة، عن “إدانتها واستنكارها” الشديدين للاعتداء الذي تعرضت له سفارة السعودية وقنصليتها، مطالبة إيران بـ”كف يدها عن التدخل في الشؤون الداخلية للسعودية والدول العربية”، لتؤكد وقوفها إلى جانب السعودية و”دعمها للإجراءات التي تتخذها من أجل حماية أمنها واستقرارها ومواجهة التهديدات والتحديات التي تواجهها”.وفي ذات السياق، ذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الأردن استدعت السفير الإيراني، أمس، للتأكيد على إدانة عمان الهجوم على السفارة السعودية في طهران و«التدخل الإيراني” في الشؤون الداخلية للدول العربية. من جهتها، استدعت قطر سفيرها لدى إيران، أمس، احتجاجا على اقتحام محتجين إيرانيين السفارة السعودية في طهران، للتعبير عن غضبهم لإعدام رجل دين شيعي بارز في المملكة، بحسب وكالة الأنباء القطرية. وقطعت جيبوتي، أمس، علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وذلك على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين الرياض وطهران، إثر إعدام رجل الدين الشيعي المعارض نمر النمر.وفي السياق، أعربت الخارجية الروسية عن أسفها لتصاعد التوتر بين السعودية وإيران، مبدية استعدادها للعب دور الوساطة بينهما لتسوية الخلاف، بينما دعت الولايات المتحدة الأمريكية للتواصل والهدوء بعد قطع السعودية العلاقات مع إيران، وحثت القادة في المنطقة على اتخاذ “خطوات جادة” لتخفيف حدة التوتر، كما دعا نائب وزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية، توبياس إلوود، كلا من السعودية وإيران إلى “تحمل المسؤولية وضبط النفس”.من جانبه، توقع الدكتور محمد محسن أبو النور، الخبير في الشؤون الإيرانية، في تصريح لـ”الخبر”، أن الأزمة بين طهران والرياض لن تحل قريبا وأنها ستمتد لسنوات، وأن قطع العلاقات الثنائية بين البلدين سيعود بالضرر على الجانب الإيراني، واعتبر أن ما يحدث الآن على الساحة العربية بمثابة تجاوز لإيران لحدودها السياسية، وخروجها عن الأعراف الدبلوماسية، وانتقد التدخل الإيراني في المنطقة “إيران تريد أن تقدم نفسها على أنها حامية الشيعة في العالم، وقد أصيبت بالجنون عندما قامت السعودية بإعدام الإرهابي الشيعي نمر النمر، وأتوقع أن روسيا يمكنها حل الأزمة بين السعودية وإيران بحكم العلاقات القوية والطيبة التي تربطها بهما”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: