حرب ضد عصابات المنحرفين ومداهمات لأوكار الجريمة

+ -

 شرعت الحكومة، في مشروع يهدف إلى إعادة الأمن ببعض المدن الكبرى بالولاية الرئيسية، ضمن مشروع متكامل بين عدد من القطاعات الوزارية، من بينها الداخلية والشؤون الدينية بالخصوص. وقد باشرت مصالح الأمن الوطني منذ يومين، حملات مداهمة لبعض أوكار الجريمة وحجز الأسلحة البيضاء، في وقت أوكلت مهمة التوعية لوزارة الشؤون الدينية، من خلال برنامجين وطنيين للمساهمة في الحد من ظاهرة الإجرام والحفاظ على أمن المدن.يأتي تحرك السلطات العمومية في هذا المنحى، على إثر الأحداث الخطيرة التي عرفتها التجمعات السكنية الجديدة للمرحّلين الجدد بعدد من الولايات، خصوصا بالتجمع السكني الجديد بسيدي حماد في ولاية البليدة، الذي احتضن مئات العائلات من المرحّلين من حي الرملي بالعاصمة، وهي المواجهات التي أسفرت عن عشرات الجرحى وخسائر مادية كبيرة، إضافة إلى تأكيد مصالح الأمن تنامي الجرائم بعدد من ولايات الوطن، خصوصا جرائم القتل والجرح العمدي بواسطة السيوف.ولمواجهة هذا النوع من الجرائم، قررت وزارة الداخلية أيضا جملة من الإجراءات، بحيث أمرت بغلق المنافذ لبعض مشاريع البناء المهجورة، لمنع تسلل الغرباء إليها وتكثيف عمليات الحراسة ببعض المشاريع السكنية التي هي في طور الإنجاز، وغالبا ما تستغل من قبل بعض المنحرفين للإعداد لمخططاتهم الإجرامية. كما أمرت المديرية العامة، بمداهمة بعض أوكار الجريمة والمخابئ التي يتّخذها بعض المنحرفين منطلقا لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية أيضا. وفي هذا الإطار، اقتحمت صباح أول أمس، فرقة الشرطة القضائية للأمن الوطني لولاية الجزائر بمناخ فرنسا، السوق الكبير، تم على إثرها توقيف العديد من المطلوبين لدى الجهات القضائية، بالإضافة إلى حجز كمية معتبرة من المخدرات، وكذا أسلحة بيضاء تتمثل في مجموعة من السكاكين والخناجر، كما تم حجز مقذوفات وأنواع متعدّدة من الألعاب النارية. وضمن هذا المسعى أيضا، نفّذت مصالح الأمن بتلمسان، عمليات مداهمة واسعة النطاق على مستوى النقاط السوداء المعروفة بتواجد المجرمين، من أجل إرجاع السكينة والطمأنينة في نفوس المواطنين، حيث أوقفت عددا من المشبوهين وصادرت أسلحة بيضاء خطيرة من بينها سيوف من نوع “الساموراي”. وضمن مشروع الحكومة لمواجهة الجريمة، تقود وزارة الشؤون الدينية مخططا وطنيا تفاعليا ميدانيا على مستوى مديريات الشؤون الدينية والأوقاف عبر كافة ولايات الوطن لمكافحة الجريمة. وقد باشرت في تحضير مبادرة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم الإسلامي، حسب ما أكده المدير الفرعي للتوجيه والنشاط المسجدي خالد يونسي في تصريح لـ”خبر”، وهو البرنامج الذي سيساهم حتما في إعادة الأمن لعدد من الأحياء بالمدن الكبرى. وأكد المتحدث أن المشروع قيد الدراسة، وينتظر مصادقة الحكومة وسيتم بالتنسيق بين عدد من القطاعات الوزارية، كما ستقوم وزارة الشؤون الدينية لاحقا وفي إطار مكافحة الجريمة أيضا، بتنظيم حملة تحسيسية لحماية الأطفال ضد “كل ما من شأنه أن يمس أمنهم ويروّع عائلاتهم”،  بالتنسيق مع مختلف النخب والقوى الفاعلة في المجتمع. وفي هذا السياق، ستنظم قافلة وطنية تجوب عددا من ولايات الوطن، يشارك فيها أئمة وفاعلين في المجتمع، للتحسيس بخطورة الظاهرة وضرورة الكف عنها. في الوقت ذاته، أمرت المديرية العامة للأمن الوطني جميع محافظات الشرطة عبر ولايات الوطن، بشنّ حملة وطنية لحجز سيوف “الساموراي” التي تعتبر أخطر الأسلحة البيضاء تداولا في أوساط المواطنين وعصابات المنحرفين، أو ما يعرف بـ”عصابات الضواحي”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات