الإسلاميون يجتاحون الحوار الليبي في الجزائر

38serv

+ -

 يختتم، مساء اليوم، بإقامة الميثاق في الجزائر العاصمة، اجتماع الأحزاب الليبية وممثلي بعض الجمعيات، الذين جمعتهم الجزائر للحوار بحثا عن توافق مبدئي يفضي إلى حكومة وحدة وطنية. وحرصت الأمم المتحدة، راعية الحوار، والجزائر كطرف مُسهِل، على التأكيد بأن الأمر يتعلق ببداية مسار ولا ينبغي ترقَب نتائج تؤثر، بشكل مباشر وسريع على تطورات الميدان في ليبيا.جمع اللقاء حوالي 20 شخصا يمثلون “الأطراف الفاعلة في ليبيا”، حسب مسؤولي وزارة الخارجية الجزائرية، الذين بذلوا مجهودا مضنيا من أجل ثني المشاركين في الحوار عن الإدلاء بتصريحات للصحافة قبل أن ينتهي اللقاء، غير أن بعض المنتمين لأحزاب من الصف الثاني، بقوا خارج قاعة الاجتماع، فانصرف الصحفيون إليهم بعدما تعذّر الحصول على أية معلومة، حول مستوى التمثيل في الحوار وما إذا كان رموز النظام السابق حاضرين في الاجتماع. ومعروف أن عبد الحكيم بلحاج كان محل شبهة إرهاب لدى قوى غربية، وحتى عند الجزائريين في بداية حملة الإطاحة بالقذافي (فيفري 2011)، لكنه تمكَن مع مرور الوقت من خلع عباءة “الجهادي المسلّح” وانخرط في العمل السياسي. وقال الإسلامي عبد الحكيم بلحاج، رئيس حزب الوطن والجهادي السابق، في تصريح قصير لـ”الخبر”، قبيل انطلاق الاجتماع، إن الوجوه المعروفة التي تمثل نظام القذافي سابقا، غائبة عن الحوار. وترقّب بعض المهتمين بالحدث، حضور أحمد قذاف الدم ابن عم العقيد الليبي الراحل معمّر القذافي، والذي كان دوما حلقة الوصل بينه وبين السلطات الجزائرية. وأبدت السلطات الجزائرية، في وقت سابق، اهتماما بإشراكه في مسعى الحوار لما بدأت الاتصالات في الصيف الماضي، غير أن التحفظ الشديد الذي أبدته عدة أطراف، خاصة الإسلاميين، جعل الجزائريين يتراجعون عن الفكرة.وعلى عكس ما بدا على التشكيلة الليبية التي حضرت، أفاد رمضان خالد، مستشار رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان، في لقاء مقتضب خارج قاعة الاجتماعات، أن أشخاصا محسوبين على النظام السابق حاضرون في الحوار. ولم يكن ممكنا افتكاك معلومات أوفى منه عن أسماء هؤلاء وفي أية مواقع مسؤولية كانوا أيام القذافي، بحكم التشدّد الذي أبداه منظمو اللقاء في إبعاد المدعوين عن الصحفيين. وأوضح خالد بشأن مستوى التمثيل، أنه “عال عند بعض الأحزاب التي تشارك بقادتها مثل حزبنا ومنخفض بالنسبة لأحزاب أخرى”، مشيرا إلى أن المشاركين في لقاء الجزائر، غير الذين شاركوا في اللقاءين اللذين جريا الأسبوع الماضي بالمغرب. وأضاف في الموضوع: “كل الموجودين هنا لم يكونوا في الرباط، ولكن هذا اللقاء هو دعم للحوار السياسي الجاري في المغرب، والمهم بالنسبة لنا هو إنقاذ ليبيا من الدمار ويكون ذلك بالحوار والتنازل عن مواقف ومطالب حتى نوفّر مخرجا لبلدنا”.وحول ما إذا كان أي طرف من الحاضرين يضع خطا أحمر حول أية قضية، قال مستشار صوان: “لا توجد شروط مسبقة مطروحة، وليس من مصلحة أحد أن يضع خطوطا حمراء، وإذا وجدت فقطع الطريق على التدخل الأجنبي في أزمة ليبيا، هو الخط الأحمر الوحيد بالنسبة لحزبنا، ومساعي الجزائر تندرج في هذا الإطار”.وانتقد جبريل الزوِي، عضو المكتب السياسي لحزب الوطن، في مقابلة قصيرة مع صحفيين، الدور المصري في أزمة ليبيا قائلا: “دور الجزائر متوازن في ليبيا بعكس مصر.. نتمنى من الجزائر أن تواصل هذا الحوار بالتوازي مع الحوار الجاري في المغرب”، مشيرا إلى أن “جلسة المغرب كانت مهمة لاختيار مواصفات رئيس حكومة وحدة وطنية، والجلسة المقبلة في نفس البلد ستحدد معايير الجسم التشريعي”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: