+ -

ماذا قال سعداني في تبسة؟قال أنا القاضي الحاكم.. والآمر بمنع ربراب من دخول مجمع “الخبر”.ماذا قال القاضي لسعداني؟قال، أخيره بين ممارسة السياسة أو بين الحفاظ على ثروته. وبلغة الشارع، معناها: “إن هو مارس السياسة سيلحق به الإفلاس”.. لم يقل كيف. لكن يمكن تصور بقية السيناريو.ما يؤكده التهديد الموجه إلى ربراب، أن مجموعة نقابة رجال الأعمال هم خدم.. لهم حقوق الانتفاع بقوة السلطة، دون امتلاكها.لم تعرف الصين الشيوعية، ما تعرفه الجزائر. الصين سياستها نفعية، جعلت منها القوة الاقتصادية الأولى في العالم. الجزائر سياستها منفعية جعلت من الأوليغارشية خزنة وخدّم ينفذون، ويتبعون ولا يعارضون. الصين سمحت بحرية المبادرة.. واعتنقت الجزائر الليبرالية، لكن بذهنية ستالين.في جزائر 2016 نسمع خطابات عنصرية.. وفي جزائر 2016 يستعرض السياسي صاحب السلطة عضلاته على القانون وعلى المجتمع.فمن يعيد هؤلاء إلى رشدهم؟الرئيس؟ الوزير الأول؟لا يبدو من تصرفات بوشوارب أو سعداني ما يشير إلى خضوعهما لسلطة الرئيس.. هما يتصرفان فوق الجميع.لدينا نظام دستوري تعددي.. يسبّح بالليبرالية ويعبد حرية المبادرة. لدينا نظام ينفر من الرشوة. ويحرّض المجتمع على محاربة الفساد. لدينا نظام يقر بتعددية إعلامية، ويرعى التنوع الثقافي واللغوي. لدينا نظام يرفع القضاء ليشع بأنوار العدالة على الضعيف قبل القوي.نعم.. لدينا هذا النظام الافتراضي.قد نكون غير مؤهلين بعد كمجموعة وطنية لننتقل إلى مستوى أرقى وأعلى. ربما نستحق ما نحن عليه. هي سنة الحياة. بالأمس كان عبان ومهري على رأس الجبهة، واليوم الدور على سعداني.. فوجوده حيث هو الآن، ليس بالخطأ.. إنما هو نتاج نظام، ونتيجة تسيير.. هو يجسد تطور النظام السياسي الجزائري بكل حالاته.من حقه أن يحلم بدور أكبر.. وفي سبيل هذا الدور، لا مانع لديه من الوقوف هنا اليوم، وهناك فيما بعد؛ فتسلق السلطة يتعارض مع المبادئ. لقد ترك لهم ولنا المرحوم عبد الحميد مهري الدرس والعبرة. الدرس حين قاوم صُنّاع الفاشلين، والعبرة عندما حافظ على سجله السياسي من الانحراف. فمن سيذكر التاريخ بخير، مهري وآيت أحمد وبن خدة؟ أم ورثة ظنوا أن العمل السياسي هو خطابات واتهامات وسب وشتم؟باستطاعة سعداني السب والشتم إلى ما شاء الله.. أولا؛ لأنه فوق القانون.. وثانيا، لأنه لا يعترف بالقانون.. وثالثا، لأنه لا يحسب للقانون حسابا.هذه هي حكاية “القاضي” عمار سعداني في “جمهورية الدولة المدنية” التي لا يغيب عنها شمس العدل والمساواة.قال، أنا القاضي، أنا الحقيقة.. لست بدعة، أبيع واشتري مثل من هم حولي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: