+ -

الحمد لله الذي وفقنا لصيام شهر رمضان وقيام لياليه بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن، وها هي نسمات العيد تهل علينا. إن الله تعالى قد شرع العيدين لحِكم جليلة سامية، أما فيما يتعلق بعيد الفطر فإن الناس قد أدوا فريضة من فرائض الإسلام وهي الصيام، فجعل الله لهم يوم عيد يفرحون فيه، ويفعلون فيه من السرور واللعب المُباح ما يكون فيه إظهارٌ لهذا العيد، وشكرٌ لله على هذه النعمة.وللعيد في ديننا الإسلامي آداب وسنن وأحكام لابد من القيام بها حتى نحقق المقاصد الشرعية من الاحتفال والبهجة والفرح والسرور في هذا اليوم العظيم، وأول ما يبدأ به المسلم، إخراج زكاة الفطر التي جعلها الله عز وجل طُهرة للصائم من اللغو والرفث قبل صلاة العيد.الاغتسال لصلاة العيد ولبس أحسن الثياب والتطيب، لذلك فقد صح في الموطأ وغيره أَنَ عبدَ اللهِ بنَ عمر كان يَغْتَسِلُ يوم الفطر قبل أنْ يَغْدُوَ إلى المصلى، وعن جابر رضي الله عنه قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم جُبة يلبسها للعيدين ويوم الجمعة.وكذا الأكل قبل الخروج من المنزل على تمرات أو غيرها قبل الذهاب لصلاة العيد الفطر، لما رواه البخاري عن أنس بنِ مالك قال: “كان رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ لا يَغْدُو يوم الفطرِ حتى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ.. ويَأْكُلُهُنَ وِتْرًا”. والتكبير يوم العيد، ويبدأ من ثبوت العيد وينتهي بصلاة العيد. وقد قال الله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدةَ وَلِتُكَبرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلكُمْ تَشْكُرُونَ}، وصيغة التكبير الثابتة عن الصحابة رضي الله عنهم: “الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرًا”، و«الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد”.والذهاب من طريق إلى المُصلى والعودة من طريق آخر، عن جابرِ رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى اللهُ عليهِ وسلمَ إذا كان يومُ عيدٍ خَالَفَ الطريقَ”. وقيل إن الحكمة من ذلك ليشهد له الطريقان عند الله يوم القيامة، والأرض تحدث يوم القيامة بما عُمل عليها من الخير والشر، وقيل لإظهار شعائر الإسلام في الطريقين، وقيل لإظهار ذكر الله.كما أن صلاة العيد في المُصلى سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلنحرص عليها، وإن صليت في المسجد لسبب أو لآخر جاز ذلك، إلى جانب اصطحاب النساء والأطفال والصبيان دون استثناء حتى الحُيض والعواتق وذوات الخدور من النساء كما جاء في صحيح مسلم عن أُم عطيةَ رضي الله عنها قالت: “أَمَرَنَا، تعني النبي صلى اللهُ عليهِ وسلم، أَنْ نُخْرِجَ في العيدين العَوَاتِقَ وذوات الخُدُورِ وأَمَرَ الْحُيضَ أن يَعْتَزِلْنَ مُصَلى المسلمين”.وأداء صلاة العيد ركعتان، يُكبر في الأولى سبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام وفي الثانية خمس تكبيرات قبل الفاتحة أيضًا، ويقرأ الإمام فيهما سورة الأعلى والغاشية كما في صحيح مسلم عن النعمانِ بن بشير قال: “كان رسولُ اللهِ صلى الله عليهِ وسلمَ يَقْرَأُ في العيدين وفي الجمعةِ بِسَبحِ اسْمَ رَبكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ”.كما أن الاستماع إلى الخطبة التي بعد صلاة العيد سُنة، بالإضافة إلى أن التهنئة بالعيد ثابتة عن الصحابة رضي الله عنهم، ولم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح، وأما عن الصحابة فعن جبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى يوم العيد يقول بعضهم لبعض: “تقبل منا ومنك”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات