38serv

+ -

تعهد وزير الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، باتخاذ إجراءات لمنع تكرار حادثة زيارة صحفي حامل لجنسية مزدوجة فرنسية - إسرائيلية، إلى الجزائر في أفريل الماضي، ضمن وفد إعلامي رافق زيارة الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس. ذكر لعمامرة، في رد له على سؤال كتابي للنائب حسن عريبي حول زيارة الصحفي جدعون كوتس للجزائر، فهمت على أنها اختراق أمني وتطبيع مع الدولة العبرية، أن منح هذا الصحفي كان بصفته صحفيا يحمل جنسية فرنسية وحاملا لجواز سفر فرنسي، ويعمل لحساب جريدة فرنسية، تصدر بفرنسا، مضيفا أن “طلب اعتماده ورد من رئاسة الحكومة الفرنسية ضمن قائمة الوفد الصحفي المرافق للوزير الأول مانويل فالس، أثناء زيارته للجزائر يومي 9 و10 أفريل الماضي في إطار الاجتماع الثالث رفيع المستوى للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية الفرنسية”.واعترف الوزير ضمنيا أن المصالح الدبلوماسية تعرف كوتس عن قرب، فهو “لم يسبق له أن تعرض في كتاباته بأي سوء للجزائر”، وتابع أن “صلاحية التأشيرة حصريا محددة في تغطية زيارة مانويل فالس للجزائر لا غير”.ولا يشكل تسلل الصحفي الإسرائيلي إلى الجزائر ومحاورته لأعضاء في الحكومة إحراجا للسلطات في حد ذاته، لكن ما كتبه من خواطر وملاحظات تحت عنوان عريض لا يخلو من إثارة “يوميات صحفي إسرائيلي في الجزائر”.وقال لعمامرة “نظرا لكون الصحفي لم يلتزم بالموضوع الذي اعتمد من أجله ومارس نشاطا صحفيا غير مرخص به من قبل وزارة الخارجية، وتعاطيه مع قضايا لا صلة لها مع زيارة الوزير الأول الفرنسي ونشر موضوعات في صحف غير تلك التي اعتمد من أجلها، فلقد تم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الانزلاقات”. بمعنى وضع قواعد جديدة للبعثات الصحفية الأجنبية التي ترافق وفودا رسمية أجنبية، والتدقيق أكثر في هويات الوفود الإعلامية التي ترافقها.ونفى الوزير بحدة أن يكون تسلل هذا الصحفي كان في غفلة من السلطات الأمنية التي ترصد دخول صحفيين، وخصوصا من الدول التي لا تملك علاقات دبلوماسية مع الجزائر، وقال في رده “إن وزارة الخارجية تدرك تماما حساسية موضوع تعاطى الإعلام الأجنبي مع بلادنا، وتتكفل بهذه الملفات بكثير من الحزم والتدقيق وبالتنسيق الكامل مع مختلف المؤسسات الوطنية المختصة”، في إشارة إلى مصالح الأمن.وأعلن من جهة أخرى أنه تم الاحتجاج لدى السلطات الفرنسية “عن طريق القنوات الدبلوماسية وتم استهجان هذا التصرف اللامسؤول لصحفي عضو في الوفد الرسمي المرافق للوزير الأول الفرنسي”.وذكر الوزير أنه مقابل منح آلاف التأشيرات للصحفيين الأجانب في السنوات الأخيرة، “لم يسجل انحراف صحفيين وعدم التزامهم بالتراخيص الممنوحة لهم”، “فيما تم الاعتراض على دخول صحفيين إلى أرض الوطن لمؤسسات إعلامية أجنبية كبيرة وذات تأثير قوي، كون هؤلاء الصحفيين أو المؤسسات الإعلامية التي ينتمون إليها، تعرضت للجزائر ومؤسساتها وقياداتها بالدعاية المغرضة ونشر معلومات مغلوطة يشوبها الكثير من التضليل”.ورفضت المصالح الدبلوماسية الجزائرية في أفريل المنصرم منح تأشيرة سفر لفريق من قناة كنال بلوس وصحفي في لوموند، ومنعت قبل ذلك قناة الجزيرة القطرية من النشاط في الجزائر. وكتب جدعون في مقاله أن المواطنين في الجزائر قلقون من الوضع الاقتصادي والبطالة في بلادهم وهم يائسون من الوضع السياسي ويخشون من الإسلام المتطرف.وحصل الصحفي الإسرائيلي على تسهيلات لمقابلة وزير الداخلية، نور الدين بدوي، خلال زيارته، وانتزع منه تصريحا بخصوص التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب والتطبيع مع إسرائيل. وزعم جدعون في مقاله “أن بوتفليقة وأجهزته الأمنية توجهوا بشكل سري إلى إسرائيل وأظهروا الرغبة في التعاون الأمني، إضافة إلى التعاون القومي. وأن بوتفليقة يريد الحفاظ على أمنه الشخصي، لكن قوات مختلفة في الحكومة الجزائرية ضد التعاون مع العدو الصهيوني”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات