+ -

 هل هناك علاقة بين تكثيف سعداني مؤخرا زياراته للصين وباريس، وبين تسرب معلومة مفادها أن المعني سيعين سفيرا في الصين؟ قد يكون الزميل الكاريكاتوري أيوب قد تنبأ لسعداني بالسفارة في الصين منذ 15 سنة تقريبا، حين صوّره بالمظلة المخروطية الصينية الشهيرة ووصفه ب«التسونامي”! وهو بالفعل أصبح تسوناميا سياسيا أغرق حزبه وأغرق الـ(DRS) والحكومة والبرلمان! عندما أرسل الفريق ڤايد صالح رسالة التهنئة لسعداني على فوزه بالأفالان، فهم الناس أن من حرّش سعداني على توفيق ليس الرئيس وجماعة الرئيس وحدهما..! وعندما سكت سعداني باسم الأفالان عما فعله فالس بصورة الرئيس بوتفليقة، عكس موقف غريمه أويحيى الذي ندد بممارسة فالس، عندما حصل ذلك بانت مشارب ومنابع شجاعة سعداني ضد الـ(DRS) واضحة تماما.اليوم عندما يتحدث المتحدثون عن نفي سعداني إلى سفارة الصين، فذلك يعني أن الرئاسة وجماعة الرئيس تريد إبعاده من الجبهة ومن الجزائر، في سياق إضعاف جبهة أخرى يعمل سعداني لحسابها ولا ترضى عنها الرئاسة. الحديث عن سفارة لسعداني في الصين معناه أن الرئاسة أصبحت لا ترتاح لسعداني على رأس الأفالان، في سياق المنظور للبحث عن خليفة بوتفليقة سواء في القريب العاجل أو في 2019!التغيير الوزاري الأخير يدل على أن سعداني أصبح ينسق مع سلال أكثر مما ينسق مع محيط الرئيس بوتفليقة. ولهذا استحق أن تحرك جهات رئاسية المناوئين له في الأفالان، وخاصة الذين يعادون سعداني وجماعته في السلطة ولا يعادون الرئيس بوتفليقة وجماعته في الرئاسة.قد يكون سعداني بالفعل هو من كان وراء تسميم الأجواء في العلاقة بين الرئاسة والمؤسسة العسكرية، أو على الأقل جعل العلاقات بين المؤسستين ينتابها الفتور المريب في كثير من المظاهر. ولهذا رأت الرئاسة أو جماعة الرئيس في الرئاسة استخدام الإبعاد لسعداني بتكريمه بالسفارة في الصين.. وحتى لو لم يكن الخبر صحيحا، فإن مثل هذا التفكير لا يمكن أن يصدر إلا عن مراوغ كبير له خبرة كبيرة في ضرب الخصوم بالترقية! وهذه لا يمكن أن تصدر إلا عن جماعة بوتفليقة في الرئاسة.. ولعل هذا ما جعل سعداني يؤجل الرد على خصومه المجاهدين إلى سبتمبر! التخلاط الذي تقوم به جماعة المال الفاسد في البرلمان لصالح سعداني وجماعته، والتخلاط الآخر الذي تقوم به لويزة حنون في الساحة السياسية، يدلان على أن السباق جار بين دعاة خلافة الرئيس بوتفليقة بمرحلة انتقالية دون انتخابات، وبين دعاة إنجاز هذه الخلافة بانتخابات صورية ومتحكم فيها! ولهذا قالت حنون “إنه لا يمكن إجراء انتخابات والبلاد في حالة حرب”. وهي نفس المعاني التي فهمت من تصريح ڤايد صالح في الناحية العسكرية الثانية “الجيش جاهز لتحمل مسؤولياته الوطنية الدستورية في جميع الظروف”. والأكيد أن “دملة” العهدة الرابعة الرئاسية قد تفقص في منظور قريب قد لا يتعدى أول نوفمبر القادم. والترتيبات جارية على مستوى الأفالان وعلى مستوى الحكومة وعلى مستوى الجيش وحتى على مستوى الرئاسة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات