روبير مينارد يرفع شعار ”الحنين للجزائر الفرنسية”

38serv

+ -

قام روبير مينارد، رئيس بلدية ”بيزيي”، جنوب غرب فرنسا، أول أمس، بحذف اسم 19 مارس 1962، تاريخ اتفاقيات إيفيان، من على أحد شوارع المدينة، واستبداله رسميا باسم ”الرائد إيلي دونوا دو سان مارك”، وهو أحد غلاة الجزائر الفرنسية الذين شاركوا في انقلاب الجنرالات الشهير بالجزائر العاصمة سنة 1961 ضد الجنرال ديغول، للوقوف إلى جانب ”الجزائر الفرنسية” ومساندة منظمة الجيش السري ”أو. آ. آس”. لقي قرار روبير مينارد المقرب من أوساط اليمين المتطرف الفرنسي، ترحيبا كبيرا من قبل مناصري منظمة الجيش السري ”أو. آ. آس” التي ناهضت استقلال الجزائر. واعتبر ناشطون مقربون من مينارد، من غلاة ”الجزائر الفرنسية”، أن ”حرب الجزائر” لم تنته يوم 19 مارس 1962، بدليل أن ”الجيش الفرنسي أطلق النار في باب الواد على مجموعة كبيرة من الفرنسيين ”الأقدام السوداء” المناصرين لها. وتحدث هؤلاء عن ما أسموه مراجعة تاريخية إيجابية ”تعيد الاعتبار للحدث التاريخي”. وكرد فعل أولي، صرح الوزير الأول الفرنسي ”مانويل فالس”، أمس، قائلا: ”النوستالجيا والحنين إلى الجزائر الفرنسية لا يقدمان أي شيء”. واتهم ”فالس” حزب مارين لوبان المتطرف بالوقوف وراء العملية. وفي الجهة المقابلة للاحتفال، ردد مناهضون لرئيس بلدية ”بيزيي”: ”مينارد فاشي، مينارد مجرم”.  ولقي قرار مينارد، في المقابل، معارضة شديدة من قبل الفيدرالية الوطنية لقدماء محاربي شمال إفريقيا، المقربة من الأوساط الاشتراكية، باعتبار أن تاريخ 19 مارس 1962 يشكّل فعلا نهاية ”حرب الجزائر”. وصرح ”روبير مينارد” أمام أكثر من ألفي شخص، أثناء إشرافه على الحفل الرسمي لإعادة التسمية، قائلا: ”الجزائر هي جنتنا”.     وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن محاولات مينارد الرامية إلى ”تزييف التاريخ”، تتقاطع مع تصورات قدماء منظمة ”الجيش السري” (أو. آ. آس) التي تسعى للقضاء على كل ما يحيل لحرب الجزائر في فرنسا، وإبراز ما تعتبره ”إيجابيات التواجد الفرنسي في الجزائر”، وهي التسمية التي أصبحت تحل محل الكولونيالية لدى هذه الأوساط. يذكر أن روبير مينارد قد شارك، منذ سنتين، في تأليف كتاب جماعي بعنوان ”تحيا الجزائر الفرنسية”، تناول ما أسماه الناشر ”مورديكوس” الجوانب الإيجابية للاستعمار الفرنسي في الجزائر.  للعلم، شارك الرائد ”إيلي دونوا دو سان مارك” الذي أصبح يحمل اسم أحد شوارع مدينة ”بيزيي”، في انقلاب الجنرالات ضد ديغول سنة 1961، وحكم عليه بالسجن وأطلق سراحه سنة 1966. أعيد له الاعتبار العام 1978، وفي العام 2011 قلده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وسام الاستحقاق، وتوفي سنة 2013. يذكر أن روبير مينارد صحفي سابق شغل منصب رئيس منظمة ”مراسلون بلا حدود”، تحول إلى أحد مؤيدي اليمين الفرنسي المتشدد، وقد منحته الجبهة الوطنية وأحزاب يمينية أخرى ما يكفي من الدعم كي يصبح رئيس بلدية ”بيزيي”.  للإشارة، فإنه سبق لعدد من رؤساء بلديات فرنسا، في ”كورباي ايسون” و”أنتوني” أن قاموا بنفس الإجراء الذي يستعيد الحنين للجزائر الفرنسية. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: