+ -

 أعترف للقراء بأن العديد من الناس يحاولون أكل الشوك بحنكي عبر هذا العمود من خلال تضليلي بمعلومات قد تكون خاطئة بغرض المساس بمصداقية ما يكتب هنا، وهذا عن قصد مبيت.. لكن هناك من الشرفاء من يزودني بمعلومات صحيحة بغرض إيصالها للرأي العام. وبقدر ما أرفض أن أكون بوقا لأي كان، أرفض التستر على المعلومات الصحيحة التي هي من حق الرأي العام معرفتها!بعض القراء يقولون: إنهم يقرأون العمود بعد أخذ أقراص مهدئة! أو يشدون أنوفهم لنتانة كلماته! وبعضهم الآخر يتهمني برفع منسوب السكر عند المساكين بسبب مثل هذه الكتابات! فيما يتهمني بعضهم بأنني مجرد “ثقب” تتنفس منه “طنجرة” السلطة حتى لا تنفجر بفعل الغليان الزائد عن الحد! وأنني أقدم خدمة للسلطة كدليل على وجود الديمقراطية عند المساءلة من الخارج! لكن بعضهم يزيد في المغالاة فيتساءل: “لماذا تتركني السلطة أكتب بمثل هذه الحرية في حين تقمع غيري على أبسط الأشياء؟! بل لماذا تتركني الجريدة أسبح حتى ضد خطها الافتتاحي في بعض الأحيان؟!وأقول في هذا الصدد.. ما ذنبي أنا إذا استخدمني القراء لإيصال آلامهم إلى السلطة؟! وما ذنبي أيضا إذا استعملت السلطة ما أكتب من حقائق كوسيلة وقناة غير رسمية لمعرفة ما يجري في البلاد؟! أليس هذا في حد ذاته هو وظيفة الصحافة كوسيط بين السلطة والشعب؟! وبهذه المهمة سميت الوسائط الإعلامية!رئيس الحكومة عبد المالك سلال قال لي قبل سنتين في مقبرة العالية إن ما أكتبه في عمودي هذا أصبح العمود الفقري للسياسة في الجزائر! ولكنه بعد ذلك بدل رأيه وقال لي قبل عدة أيام بصيغة الاستفهام الاستنكاري: “مازلت تسب!؟”. لويزة حنون اتهمتني في أحد تصريحاتها بأنني نصبت نفسي ضمير الأمة، وأويحيى قال لي إنه يقرأ العمود كل صباح ولكنه مرة يضحك من محتواه ومرة يزعف منه! وعاب علي الخلط بين الصحافة والمعارضة؟!الدكتور محمد العربي ولد خليفة هو الآخر لم تعجبه بعض الكتابات التي تتعلق بالبرلمان، فقال لي: “حتى أنت يا بروتس”، وهو مثل روماني يضرب لمن يخون سيده، رغم عدم وجود وجه الشبه في الموضوع.. لأنني لست حاجبا في البرلمان والدكتور ولد خليفة إمبراطور روماني في البرلمان! وهو يعرف بالتأكيد أن التشبيه لابد له من وجه الشبه، وهو الذي كان يرأس المجلس الأعلى للغة العربية!العمود أيضا قد يكون تحول إلى “بياركي” يومي للمسؤولين، أي نشرة يومية لكبار المسؤولين في الدولة.. ولكنه قبل ذلك فهو شبه نافذة للقراء على ما يقال.كل همي أنني أحرره تحت الرقابة المشددة للرأي العام والقراء، وبعض القراء على حق حين بقولون: إن ما يكتب في العمود لم يعد ملكا للكاتب أو الجريدة[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات