+ -

أكدت البروفيسور مريم تازير، رئيسة مصلحة أمراض الأعصاب بمستشفى مصطفى باشا الجامعي ومديرة مخبر أبحاث أمراض الأعصاب لجامعة الجزائر، في حديثها لـ”الخبر”، أن النوم الصحي مفيد جدا للدماغ، مشبهة العملية بالبطارية التي يتم شحنها يوميا، حيث يتم خلاله شحن خلايا المخ التي تتجدد يوميا، مفصلة هذه المعلومات في الحوار التالي.هل لكم أن توضحوا للقارئ أهمية النوم بالنسبة لصحة الإنسان؟ النوم ضروري لاستمرار الحياة ولا يمكن لأي شخص الاستغناء عنه، وبالنسبة للدماغ تشبه عملية النوم اليومي للإنسان تلك البطارية التي ينفد شحنها مع آخر ساعات النهار، والتي يتوجب علينا شحنها كل ليلة، وهنا أشير إلى أن خلايا المخ هي التي تشحن كل ليلة وتتجدد وتستعيد حيويتها ليتمكن الشخص من مجابهة نشاطات اليوم الموالي، لذلك يتوجب على كل منّا أن ينال قسطه من النوم وأقصد هنا النوم الصحي الذي يتم في أوقات معينة ولمدة معينة، فصغار السن مثلا يجب أن يناموا في أوقات محددة ولتكن الثامنة ليلا، على أن لا يتجاوزا الساعة التاسعة ليلا حتى يحصلوا على عدد الساعات اللازمة لهم من النوم وهي 10 ساعات يوميا، في حين قدرت عدد ساعات النوم التي يحتاجها البالغ بـ8 ساعات، علما أن الطفل الذي لا يحصل على عدد ساعاته الكافية من النوم لا يمكنه التركيز في دراسته، والأمر نفسه بالنسبة للبالغ الذي يستحيل عليه التركيز في عمله دون أخذ قسطه الكافي من النوم.عادة ما يحدث تذبذب في نوم الشخص بسبب قلته أو نقصه المفرط، فما تأثير ذلك على نظام حياته؟ يكون التأثير طبعا في قلة الانتباه والتركيز خاصة في بعض المهن التي تتطلب تركيزا وحضورا نوعيا، كما ينعكس ذلك على تصرفات الشخص البالغ الذي يعاني من قلة النوم الملحوظ أو الأرق، حيث نجده عادة قلقا، متوترا وسريع الغضب، غير قادر على التركيز في عمله، وهو ما يؤثر بصفة مباشرة على منتوجه في العمل. أما عند الشاب الطالب والصغير المتمدرس بصفة خاصة، فينعكس ذلك على تحصيلهم العلمي ومنعهم من التركيز في دروسهم، لتكون النتيجة فشل في الدراسة بسوء سوء التحصيل العلمي.كيف يمكن إذن استرجاع النوم الصحي؟ باعتماد نظام غذائي صحي، ويكون ذلك بالابتعاد عن المنبهات مثل القهوة والشاي والتدخين لدى الأشخاص البالغين، أو عدم الإكثار منها على الأقل لأن ذلك يؤثر على نوعية النوم عندهم. أما عند الصغار، فيجب أن يحرص آباؤهم على يناموا مبكرا مع تفادي الإكثار من استهلاك المشروبات الغازية، خاصة ما يحتوي منها على مادة الكافيين التي تعتبر من المنبهات التي تمنع الشخص من الخلود للنوم بسهولة. كما يجب الاستعداد للنوم بالتوجه للفراش في وقت مبكر وخاصة بالنسبة للأطفال. وحول هذه النقطة أود التطرق لتصرفات باتت متداولة وسط كل الأسر الجزائرية، ممثلة في انشغال صغارها بالآلات الإلكترونية والأنترنت، حتى أنهم باتوا يمضون ساعات طويلة ولأوقات متأخرة ليلا قبالة أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية، وعليه أنصح الآباء بضرورة التدخل وتحديد الساعات التي يمضيها أبناؤهم قبالة تلك الأجهزة وتعويدهم على النوم مبكرا. وهنا أفتح القوس لأشير إلى أن الإكثار من استعمال هذه الأجهزة يذبذب مسار بعض الغدد، لأن هناك منطقة بالدماغ مسؤولة عن إنتاج هرمونات تساعد على النوم، لكن استعمال تلك الأجهزة الإلكترونية بكثرة واستهلاك منبهات تحتوي على الكافيين من شأنه أن يفسد عمل تلك الهرمونات.      

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات