“فاست آندفيرويس7” يكشف الوجه الآخر للخليج العربي

38serv

+ -

مشاهد الإثارة والتشويق، عالم المال ومافيا الثروة، قالت كلمتها مرة أخرى في أفلام هوليود هذا الأسبوع، عبر فيلم “فاست أند فيرويس 7” الجديد الذي أخرجه جيمس وان، بدعم من المال الخليجي.لكن الفيلم الذي طال انتظاره حمل مشاهد “ساخنة” تشبه تلك التي جاءت في فيلم “ذئب وال ستريت”، والتي دفعت “فقاعات” السينما الخليجية لحذف حوالي ساعة ونصف من الفيلم بسبب الإثارة التي لا تتماشى مع المجتمع الخليجي، بحسب تصريحات القائمين على قطاع الثقافة في دبي وباقي إمارات الدولة.انطلقت الأسبوع الماضي في قاعات السينما العالمية رحلة الإثارة والتشويق لمدة 173 دقيقة، مع العروض الأولى لفيلم “فاست آند فيرويس”، حيث جاء التركيز على الصورة الجميلة في الجزء السابع لفيلم المخرج الأمريكي “جيمس وان”، وقد أدى الحادث الأليم الذي راح ضحيته أحد أبطال الفيلم، الممثل بول ولكر، سنة 2013، إلى مزيد من التشويق ورفع من حظوظ الفيلم في أن يحتل “البوكس أوفيس” خلال هذا الشهر.اليوم يأتي فيلم “فاست آند فيرويس” كاشفا الوجه الآخر لدول الخليج، فالمال الذي ساهم في إنتاج الفيلم هو ذاته الذي تحرك قبل نحو عام ونصف عام ضد فيلم “ذئب وال ستريت”، ليقوم بإصدار أوامر منع عرض الفيلم كاملا في قاعات السينما الخليجية، فما الذي حدث لتقوم دول الخليج مؤخرا بالمساهمة في إنتاج فيلم لا يعكس العمق الثقافي وتقاليد المجتمع الخليجي التي تحرص المنابر الإعلامية لدبي وأبو ظبي على ضبط حدودها وفق الأعراف والتقاليد.وجه جديد للحياة وبذخ العيش في أبوظبي يصوره فيلم “فاست آند فيرويس” الذي جاء مختلفا عن الأجزاء الستة الأولى، فهذه المرة انتقل الفيلم إلى الخيال بشكل كبير وتجاوز حدود الفكرة الأساسية للفيلم التي ظلت تتمحور حول “سباق السيارات”، ليمضى في جزئه الجديد إلى مشاهد أقرب إلى حرب النجوم، ويقدم صورا مثيرة للجدل حول المجتمع الخليجي، تحديدا أبوظبي التي ساهمت بشكل كبير في تصور الفيلم.وقد انعكس حجم الدعم المالي الكبير الذي حظي به مخرج الفيلم من قِبل المال الخليجي، بما تضمنه من حمله رسالة سياحية بالدرجة الأولى وهو يتجول بين العواصم العالمية الكبرى، كنيويورك ولندن، قبل أن ينتقل إلى أبوظبي ليكشف كيف تخفي كثبان الرمال الذهبية عالما متطورا اسمه الخليج العربي، فالأبراج الشاهقة في أبوظبي كانت أهم الصور التي أراد الفيلم تقديمها خلال رحلته، إلا أنه سرعان ما انتقل إلى ما يمكن وصفه بـ«تعرية” المجتمع الخليجي الذي يغلب عليه المال والطبقية، ويسود وجهه الآخر مظاهر تبذير المال والجنس.فما قدمه الفيلم من مشاهد تحت سن 12 سنة في شواطئ أبوظبي بلا شك ستثير الجد الكثير لو قامت قاعات السينما الخليجية، سواء في دبي أو أبوظبي، بحذفها، إن وجد فيها خروجا عن اللوحات العقائدية للمجتمع الخليجي الذي يفتخر بأن الكورنيش الكبير لأبوظبي به لوحة كبيرة وضعت عليها عدة قوانين وبخط كبير مذكورة باللغة العربية ومترجمة باللغة الإنجليزية، وذلك حتى يتمكن زوار الكورنيش الأجانب من قراءة التعليمات والتقيد بها. وأولى القوانين المذكورة في لوحة التعليمات هي “ممنوع التعري لحمام الشمس”، والقانون التاسع كان “يرجى الالتزام بالحشمة واحترام حقوق الغير”، لكن عدسة فيلم “فاست أند فيرويس” تقول العكس، وإن أبوظبي مدينة عالمية بدأت تتصالح مع عادتها وتقاليدها وتوقع عقدا من الانفتاح العالمي اللامحدود، ما يجعلها بأبراجها الشاهقة محطة أخرى لا تقل بهجة عن نيويورك ولندن، وذلك بعد أن تم تصوير مشاهد خارج النص عن رفاهية العيش في فنادق أبوظبي وقصورها.وفي وقت غلبت الصور الجميلة والبانورامية للجبال والمدن، لم تكن القصة التي شارك فيها كل من الممثلين فين ديزل وميشيل رودريغيز وتايريس غيبسون وكريس بريدجس، وطبعا بول ولكر، الأهم في فيلم “الأكشن” الذي يسرد قصة انتقام خيالية بين العصابات، وإلى غاية المشاهد الأخيرة ظلت الأحداث متزاحمة بالمعارك قبل أن يقرر المخرج نقل مشاعر الممثل فين ديزل الحقيقية مع روح صديقه الراحل بول ولكر، في مشهد وداع خاص أعاد الذاكرة إلى الحزن الكبير الذي ألم بالساحة الفنية العالمية عقب مصر بول ولكر في حادث السيارة سنة 2013.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات