+ -

الضغط على الصحافة بواسطة الإشهار وتزييف الأخبار لم يعد يجدي في توجيه الرأي العام نحو ما يحضر للجزائر من ظروف انتخابية تتجاوز في سوئها انتخابات 1999 التي أتت برئيس العصابة المسجونة الآن.الآن لابد من الانتقال إلى عمل آخر ضد ما تبقى من الصحافة من خلال الضغط على الصحافيين مباشرة باعتقالهم تحت أي ظرف وتحت أي شبهة، لأن الضغط على باترونا الصحافة بالإشهار والضرائب والغلق غير القانوني لمؤسسات الإعلام أصبح لا يكفي وحده، لأن جزءا من الصحافيين تجاوزوا العمل لصالح المؤسسات الإعلامية الخاصة إلى العمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي مباشرة، وأغلب من يتعرضون إلى الاعتقال والتعنيف من الصحافيين هم هؤلاء الذين يستخدمون صفة الصحافي للولوج إلى الأحداث ثم نقلها إلى الرأي العام عبر المواقع الاجتماعية، بعد أن أصبحت وسائل الإعلام التي تعملون بها لا تتحمل نشر ما يكتبونه ويسجلونه من تقارير واقعية حول الأحداث، لهذا عمدت السلطة إلى منع الصحافيين من الوصول إلى الأحداث في الشارع.بدأت الحكاية بضغط أولي قام به المسؤولون الذين هم على رأس المؤسسات الإعلامية العامة والخاصة، حيث هدد المسؤولون الصحافيين الذين يعملون في هذه المؤسسات من مغبة نشر ما يصلون إليه من حقائق حول الثورة الشعبية في منصات التواصل الاجتماعي وفي المحطات الخارجية التي يتعامل معها البعض بعد أن حرم هؤلاء المسؤولون الصحافيين من نشر هذه الحقائق، ولكن النتيجة كانت سلبية، بحيث لم تستطع المؤسسات الإعلامية قمع الصحافيين ومنعهم من التعامل مع الإعلام الحديث، فتولت السلطة نفسها الأمر مباشرة عبر القمع المباشر للصحافيين في الميدان، خاصة وأن الصحافيين أصبحوا يهددون بتحرك جماعي ضد السلطة وامتداداتها في باترونا وسائل الإعلام العامة والخاصة، فأرادت السلطة استباق الأحداث بفرض القمع في الميدان وليس عبر المؤسسات فقط، هنا لاحظنا ما حدث في الإذاعة الوطنية، حيث هدد الصحافيون بالتوقف عن العمل احتجاجا على التضييق المهني عليهم في أداء مهامهم لصالح الشعب.كل الدلائل تشير إلى أن المعركة التي تقودها السلطة لإجراء انتخابات أسوأ من انتخابات 1999 لتعيين رئيس، لم يبق أمامها سوى وسائل الإعلام الحديثة التي لا تتحكم فيها، ولذلك يمكن قمعها بواسطة قمع الصحافيين الذين يتعاملون مباشرة مع هذه الوسائل، وهذا للوصول إلى إجراء انتخابات ”أوي كلو” مغلقة، رغم أن السماوات الإعلامية أصبحت مفتوحة ولا يمكن غلقها.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات