عودة الحياة إلى "عين الفوارة" بعد ترميمها

38serv

+ -

عادت "عين الفوارة" لتصنع الحدث مرة أخرى بمدينة سطيف، بعد رفع الستار عن تمثال المرأة الحجرية الجاثمة فوق أربعة عيون تتدفق منها المياه منذ عشرات السنين. ورغم أن الحدث لم يستقطب كثيرا سكان المدينة عكس المرات السابقة التي تعرض فيها التمثال للتخريب، إلا أن عموم سكان المدينة وزوّارها استحسنوا عودة التمثال الرمز إلى الظهور مرة أخرى، بعد أن تمت تغطيته لأشهر عديدة بعد تخريبه للمرة الثالثة من طرف أحد الشباب في حالة سكر شديد.

وقال مدير الثقافة بالولاية، هاشمي عامر، الذي أشرف على عملية رفع الستار، بأن مدينة سطيف استرجعت تمثال عين الفوارة بعد عملية ترميم دامت عدة أشهر، وهي العملية التي قرّرت وزارة الثقافة والفنون أن تكون بسرعة وبأيادٍ جزائرية خالصة عقب تعرض التمثال إلى تحطيم وتخريب عمدي.

عملية رفع الستار كانت بحضور مديرة المتحف العمومي الوطني للآثار ومسؤول موقع ومتحف جميلة الأثري، إضافة إلى مسؤول الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية فرع سطيف وإطارا ت القطاع. وأضاف مدير الثقافة بأن الانتهاء من عملية الترميم في ظرف أشهر قليلة، يؤكد حرص السلطات على الحفاظ بشكل مستمر على التمثال المرتبط بتاريخ المدينة وثقافتها، مؤكدا بأن تعرض تمثال عين الفوارة إلى عملية تخريب وتشويه ثانية، جعل من الضروري إعادة ترميمه وبأيدي خبراء جزائريين يتحكمون في فن ترميم مثل هذه التماثيل، مع احترام كل المعايير الأكاديمية والجمالية المطلوبة.

وبعودة مياه عين الفوارة إلى الانسياب مجدّدا، عادت العائلات من مختلف ربوع الوطن إلى زيارتها مجدّدا وأخذ صور فوتوغرافية لها، وعادت جموع الشباب والشيوخ لترتاد الساحات المحاذية لها بشكل كبير، وحتى الفنادق الكثيرة التي تجاور ساحات عين الفوارة، استبشرت خيرا بعودة السياح إلى الساحة.

ومهما قيل عن رمزية التمثال والجدل الحاصل في ماهيته وعلاقته بالتراث والتقاليد والعادات الإسلامية، إلا أن عين الفوارة تبقى مرتبطة بمدينة سطيف على مرّ الأجيال وتستقطب العائلات والزوّار من كل حدب وصوب، داخل الوطن وخارجه، على طول السنة وعبر كامل الفصول الأربع، خاصة فصل الصيف، فيما تبقى المقولة الشهيرة والراسخة في أوساط السطايفية وزوّار المدينة "من يشرب من ماء عين الفوارة، لابد وأن يرجع إليها مهما طال الزمن".