رحيل المجاهدة وردية موساوي

38serv

+ -

وري الثرى اليوم جثمان المجاهدة موساوي وردية بمقبرة عين البيضاء بوهران، بعد أن وفتها المنية أمس عن عمر يناهز 95 سنة ( مواليد 1928) و هي مجاهدة  وأرملة شهيد بلا قبر المدعو اورابح عبد القادر سقط في ميدان الشرف في نواحي المنصورة برج بوعريريج بعد مخطط " جيمال" الجهنمي.

كابدت و ناضلت من أجل استقلال الجزائر منذ التحاق زوجها بالثورة في قرية ويزران عرش آيت رزين سنة 1955.

غادرت الفقيدة رفقة عائلتها القرية بعد إعلانها منطقة محرمة سنة 1958  و انتقلت  نحو محتشد قندوز،  و على عكس العائلات الأخرى لم تمكث "نا وردية" إلا اسبوع قبل أن يبعث لها زوحها المجاهد  أحد الرفاق  لإخراجهم من المحتشد تحت جنح الظلام.

تنقلوا ليلا  لعدة أيام بين عدة قرى قبل الوصول إلى مزرعة ملك سعيد قسوم نواحي المنصورة، أواخر 1958.

استقرت العائلة في غرفة معزولة تقع فوق اسطبل حيوانات ، قام الزوج بتحويل جزء من الأسطبل لمخبا و الدخول يكون من منفذ يقع تحت الموقد ( الكانون) بعد نزع الغطاء الحديدي.

في إحدى الأيام وقعت  وشاية بعد دخول اربع مجاهدين للمزرعة. وصل الجنود الفرنسيين للمزرعة و قاموا بخلع باب الغرفة المعزولة ليلا و استيقظ الأطفال مذعورين، بعد تفتيش الغرفة أمروا افراد العائلة بالخروج و استقروا في الغرفة دون أن يتفطنوا للمخبأ تحت أقدامهم. 

في اليوم الثالث غادروا  المزرعة بعد تعذيبهم لسعيد قسوم لكن دون جدوى.

اضطرت  العائلة للخروج من المزرعة  نحو قرية المنصورة و مكثت في بيت المدعو "لخضر اوقلو" بداعي انها عائلة إبنه المغترب بفرنسا لتفادي اثارة الشكوك. بقيت العائلة لغاية وصول خبر استشهاد الوالد. ظلت الأمور على هذه الحالة لغاية نقلهم لبيت آخر يتوسط قرية المنصورة يحتوي على مخبأ للمجاهدين. في أحد الأيام جاء الجنود الفرنسيين و اخذوا " نا وردية" نحو ثكنة المنصورة و تعرضت للضرب و التعذيب و سألوها هل تعرف أحد المجاهدين الكبار  المدعو " العيد الحرازي" لكنها أنكرت و لم تدلي باية معلومات حول المخبأ في منزلها. و عندما أطلق سراحها حضر مسؤول جبهة التحرير في القرية " عبد الرحمان موقاري" إلى المنزل و سألها عن المعلومات التي قدمتها للفرنسيين ، لكنها أكدت لهم بانها لم تخبرهم عن أية معلومات. منذ تلك اللحظة أصبحت " نا وردية" مجاهدة منخرطة في النظام و تشرف على المخبأ.