"لعنة العقد الثامن" تطارد الصهاينة

+ -

"زمن انكسار الصهيونية قد بدأ.. ولعنة العقد الثامن ستحل عليه".... بهذه الكلمات توعد المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، المُكنّى "أبو عبيدة"، جيش الصهاينة جراء عدوانه الغاشم على قطاع غزة. وهو الأمر الذي أثار تساؤلًا بين الكثيرين: ما هذه اللعنة؟ ولماذا تثير القلق لدى الإسرائيليين، سيما أن "أبو عبيدة" لم يكن أول من حذر الاحتلال منها. 

لم يكن "أبو عبيدة" أول من تحدث عن "لعنة العقد الثامن"، والمقصود بها مرور 80 عاماً على قيام "إسرائيل"، حيث انهارت "الدولة العبرية" التاريخية سنة 586 ق.م بعد مرور 8 عقود على إنشائها، لذلك تعتبر هذه المدة الزمنية ذات شؤم لدى اليهود.

وفي السنوات الأخيرة، عبَّر العديد من السياسيين والكتاب الصهاينة عن قلقهم البالغ حول مستقبل "إسرائيل" واستمرارها، مع دخول العقد الثامن حيث مضى على تأسيسها حتى اليوم 75 عاماً.

 

دلائل تاريخية

 

حسب الروايات الإسرائيلية التاريخية، فإن غالبية ممالك بني "إسرائيل" بعد النبي سليمان انهارت خلال العقد الثامن، ولم تُعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانتا بداية تفكّكها في العقد الثامن.

وأعادت الحرب الإسرائيلية على غزة الحديث عن نبوءة زوال "مملكة إسرائيل" التي ذكرتها التوراة، ولكن قبل الحرب، وتحديداً في العام الماضي، أبدى رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، مخاوفه من زوال دولة الاحتلال قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها.

واستشهد باراك حينها في ذلك بـ"التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين".

وفي مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قال باراك:"أن العقد الثامن بشّر في الحالتين ببداية تفكك السيادة، ففي العقد الثامن من وجودها انقسمت مملكة سلالة داود وسليمان إلى يهودا وإسرائيل، وفي العقد الثامن لمملكة الحشمونائيم نشأ استقطاب داخلي، وممثلو الأجنحة حجّوا إلى بومبيوس في سوريا، وطلبوا تفكيك مملكة الحشمونائيم وأصبح جناحهم تابعاً لروما حتى خراب الهيكل الثاني".

وتابع باراك: "المشروع الصهيوني هو المحاولة الثالثة في التاريخ.. ووصلنا إلى العقد الثامن ونحن كمن استحوذ عليهم الهوس، بتجاهل صارخ لتحذيرات التلمود، نعجل النهاية، وننغمس في كراهية مجانية".

وتشهد "إسرائيل" خلال السنوات الماضية وتحديداً مع دخول العقد الثامن في العام 2018، انقساماً حاداً أدى لسلسلة انتخابات برلمانية وحكومات مختلفة خلال فترات زمنية قصيرة، لم يسبق أن شهدت مثلها منذ نشأتها.

وعبّر العديد من الساسة الصهاينة عن توجسهم من استمرار "إسرائيل" موحدة وقوية، ولعل أرفع تصريح حيال ذلك جاء للرئيس الإسرائيلي السابق رؤوفين ريفلين، في مؤتمر هرتسيليا عام 2017، عندما قال إن "الانقسام الموجود في المجتمع الإسرائيلي والقائم على مستوى الهوية والتوجهات، يجبر قادة البلاد على مواجهة أسئلة صعبة، أهمها هل نحن معشر الصهيونية نستطيع التسليم بهذا الواقع؟ هل نستطيع أن نسلّم بالحقيقة بأن نصف السكان في إسرائيل (عرب ويهود أصوليون) لا يعرفون أنفسهم كأتباع المعسكر الصهيوني؟ ولا ينشدون النشيد الوطني؟".

رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، نفسه دعا في العام 2021 لـ "التركيز على عدم الانهيار من الداخل، لأن أشد ما يواجه إسرائيل هو خطر التفكك داخلياً، وبالتالي الاندثار كما حصل بممالك اليهود السابقة".