"الروائي العالمي غابرييل غارسيا ماركيز فشل في كتابة السيناريو"

38serv

+ -

أثار إيدواردو غارسيا أغيلار في محاضرته، بمسرح عبد القادر علولة بوهران، جوانب خفية في حياة الأديب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز؛ وتتمثل في فشل جل الأعمال السينمائية التي كتب لها سيناريوهات، وهي حوالي 30 عملا لم تلق النجاح على عكس كتاباته الأدبية.

كشف الروائي الكولومبي الذي كان مرفقا بقنصل سفارة كولومبيا في الجزائر ومراد سنوسي مدير المسرح الجهوي عبد القادر علولة، عن "إعجابه وتأثره على غرار كل الروائيين في أمريكا اللاتينية بالثورة الجزائرية وبنضال الشعب الجزائري ومساندتهم للقضية الجزائرية". وعن سؤال حول موقفه من المجازر المقترفة في حق سكان غزة، رد قائلا "لا يمكن إلا أن أضم صوتي إلى الداعين بضرورة إحلال السلام في العالم برمته وإسكات صوت السلاح؛ لأن قارتنا عانت الكثير من ويلات الحروب والصراعات".

ألف الروائي الكولومبي كتابا صغيرا حول أعمال الكاتب ماركيز بعنوان "الإغواء السينمائي" خلال اشتغاله بمتحف السينما بمكسيكو، تناول فيه كل الأفلام التي كتب لها غارسيا ماركيز السيناريو وهي تقارب، حسبه، 30 عملا سينمائيا استفادت كلها من التمويل بفضل علاقات الأديب العالمي وشهرته، وقال "لكن الأعمال لم تلق النجاح؛ بل فشلت كلها على عكس أعماله الأدبية، وحتى ابنه رودريغو الذي كان يشتغل مخرجا سينمائيا اعترف بهذه الحقيقة المرة".

سرد الروائي قصة وقعت له مع غارسيا قائلا "هاتفني في أحد الأيام لدعوتي لمأدبة عشاء، وعندما صعدت في سيارته الصغيرة والقديمة، طلب رأيي صراحة في فيلمه الأخير حول "أوديب" الذي تكفل بكتابة السيناريو وترددت قليلا قبل الاعتراف بأنه عمل فاشل، فرد بطريقة ذكية بأنه "خطأ سوفو كليس كاتب المسرحية في الميتولوجيا الإغريقية". وبخصوص عنوان الكتاب الذي ألفه، اقترح غارسيا استبداله بعنوان " شغف السينما".

تطرق المحاضر مطولا لتأثير غابرييل غارسيا ماركيز على الكتاب والروائيين في أمريكا اللاتينية؛ بالنظر لأسلوبه الفريد من نوعه في روائع "100 سنة من العزلة - الحب في زمن الكوليرا..." التي حققت له شهرة عالمية وحظوة جعلته صديقا للرؤساء والثوار. كما اعترف الكاتب بأن شهرة ماركيز حجبت العديد من الروائيين الكبار في أمريكا اللاتينية، وحتى جيله من مواليد الخمسينيات من القرن الماضي كانوا يحلمون بمسار مماثل.

كما تحدث أغيلار عن أعماله الأدبية والروائية وقال إنها تدور حول السفر والمنفى، بعيدا عن كولومبيا ومدينة "مانيزاليس" مسقط رأسه في سنة 1953، وهي المدينة المشيدة من طرف فلاحين، قبل أن تعرف ثراء فاحشا بفضل زراعة القهوة وتحولها إلى مدينة ذات هندسة معمارية أوروبية. وصرح بأنه ورث شغفه بالكتابة من والده المولع بالأدب والكتب، قبل أن يشتغل صحفيا في العديد من الجرائد الكبيرة بالمكسيك.

وعن اختياره للصحافة قائلا: "اخترت الصحافة رغم تكويني في العلوم الاجتماعية؛ لأن الصحافة هي فرصة للسفر والتنقل والتعرف على الناس والكتابة بسرعة وبجمل قصيرة، بدليل أن غالبية الروائيين في أمريكا اللاتينية امتهنوا الصحافة". كما ذكر بأن مدينة "مانيزاليس" تحتل مكانة مميزة في أعماله الروائية، بالإضافة إلى تناوله لمسارات شعراء أمريكا اللاتينية على غرار "أرض الأسود 1986" تكريما لروح شاعر من نيكاراغوا، وروايات أخرى "نهج الأبطال 1987، رحلة مظفرة 1993، زمن السلطعون 2003 المترجم للفرنسية..."، بالإضافة إلى "السيرة الفكرية للشاعر الكولومبي ألفارو ميتيس 1993".