+ -

على امتداد 5 سنوات ونصف، مدة إشرافه على المنتخب الوطني، لوّح وأشهر وهدد جمال بلماضي بترك منصبه في أكثر من مناسبة، وكان في كل مرة يعدل ويتراجع عن قراره بفعل تدخل لاعبيه أو مسؤوليه أو حتى شخصيات نافذة في الدولة، لكن الاختلاف أن هذه المرة لم ولن يجد أحدا يطلب منه البقاء.

 

لوّح بالانسحاب أول مرة بعد التتويج في 2019

 

وفي 19 جويلية 2019 وفي غمرة احتفالات "الخضر" بالتتويج التاريخي بكأس الأمم الإفريقية، عقب الفوز في النهائي على السنغال، فاجأ بلماضي الجميع عندما تناول الكلمة في غرف تغيير الملابس، وبعد أن شكر كل من رافقوه على صبرهم وتفانيهم، وقال بأنه ليس متأكدا بأنه سيستمر معهم. هنا تدخّل عدد من قادة المنتخب وأكدوا له بأنهم لن يستمروا دونه، هل كان بلماضي جادا في كلامه أم كان يتدلّل على الرئيس خير الدين زطشي حتى يجره لمراجعة عقده الأول (وهو ما تم بالفعل) ..الجواب يبقى لدى المعني فقط.

 

هدد بالرحيل بعد حرمان زطشي من التكريم

 

أيام بعد ذلك، يعود بلماضي ليلوّح بالاستقالة، والسبب هو إقصاء "صديقه" رئيس "الفاف" آنذاك خير الدين زطشي من التكريم الذي حظيت به بعثة المنتخب الوطني من طرف رئيس الدولة آنذاك، عبد القادر بن صالح، بقصر الشعب بعد العودة بالتاج القاري..

بلماضي أخبر أحد إداري المنتخب وهو يستعد للعودة إلى قطر "لست واثقا من العودة بعد الذي شاهدته"، ولجأ لإقفال هاتفه لفترة من الزمن وينقطع الاتصال معه لغاية ما تأكد من استمرار مالك بارادو في تسيير"الفاف".

 

قدّم استقالة رسمية في مارس 2021

 

ويمكن القول بأن بلماضي كان دائما يلجأ لـ "سلاح الاستقالة" كورقة ضغط من أجل تثبيت زطشي في منصبه، وذهب لأبعد حد في مارس 2021 عندما قدّمها فعليا على ضوء الأحداث المتسلسلة التي ميّزت تلك الفترة وتسريب لقاءاته مع وزير الشباب والرياضة آنذاك سيد علي خالدي ومستشار رئيس الجمهورية أنذاك علاهم، بخصوص مستقبل رئاسة "الفاف" ورفضه ترشيح عنتر يحي.. بلماضي استقال فعلا في تلك الفترة وأرسل رسالة الاستقالة إلى الأمين العام لـ"الفاف" آنذاك محمد ساعد عبر تطبيق الواتساب، ثم عاد وأرسلها من قطر عبر البريد السريع (دي أش أل) وتطلّب الأمر تدخّل من أعلى مستوى تبعه تنقّل الرئيس الجديد لـ"الفاف" شرف الدين عمارة للقائه في العاصمة القطرية الدوحة حتى يتراجع عن استقالته.

 

.. وأعلن الرحيل بعد نكسة تشاكر 2022

 

مارس 2022 المنتخب الوطني يتعرض لنكسة كروية تاريخية، بعد تعرض المنتخب للخسارة الأولى في تاريخه بملعب تشاكر، بمناسبة مباراة الإياب من الملحق المؤهل لمونديال قطر 2022 أمام الكاميرون. بلماضي يدخل غرف تغيير الملابس ويتوجّه بخطاب للاعبين يودّعهم من خلاله ويعلن ضمنيا رحيله من منصبه، لكن هذه المرة وجد دعم "كوادر" المنتخب بقيادة مبولحي وسليماني ومحرز، الذين أكدوا له رفضهم رحيله، وبأنهم لن يكملوا المسيرة في حال رحيله. أيام بعد ذلك يتحول بلماضي إلى الدوحة بعد أن أشغل الجميع بتصريحاته بخصوص الحكم غاساما ويترك الجميع في حال ترقّب بخصوص مستقبله، ترقّب عمّر طويلا أنهاه عبر تصريحات أكد من خلاله بقاءه رسميا وبأنه مرتبط معنويا مع الشعب الجزائري، لكن الحقيقة بأنه تلقى ضمانات من الرئيس "القادم" جهيد زفيزف ومنها تجديد عقده الذي كان على مشارف النهاية، وتطلّب الأمر دخول سوناطراك للتكفل براتبه الضخم، ليقرر مواصلة المهمة ولو أنه كان أسوأ قرار اتخذه في مسيرته، كونه في نهاية المطاف لم يحسن تماما اختيار التوقيت المناسب لإنهاء مسيرته الحافلة مع "الخضر".

كلمات دلالية: