38serv

+ -

شُيع ظهيرة اليوم الأربعاء الإعلامي والمعلق الرياضي الكبير المرحوم محمد مرزوقي، صاحب العبارة الشهيرة "راح مشري راح" التي يتذكرها كل الجزائريين لغاية اليوم، إلى مثواه الأخير، حيث ووري الثرى من قبل جموع من زملاءه وأصدقائه من الأسرة الإعلامية والرياضية في مقبرة عين البيضاء بوهران، غير بعيد عن قبر والدته، بعد أن شيع جثمانه من المنزل العائلي الواقع بشارع محمد خميستي وسط المدينة. 

عاشت وهران وسكانها يوما حزينا اليوم، كيف لا وقد ودّعت أحد أبناءها البررة الذين تركوا بصمة كبيرة في الساحة الإعلامية الجزائرية، وبشكل خاص في التعليق الرياضي إلى غير رجعة، حيث التحق محمد مرزوقي أحد رواد الزمن الجميل في الإعلام الجزائري، وقامة من قامات التعليق الرياضي الهادئ والهادف، إلى جوار ربه بعد مسيرة حافلة من العطاء استمرت لعدة عقود، مخلفة إرثا سيظل محفورا في ذاكرة عموم الجزائريين، ممّن استمتعوا ولسنوات طويلة بنبرة صوته المميزة، وتحليلاته الدقيقة، وعباراته التي كانت تزيد المباريات واللقاءات تشويقا وتنافسية، إذ رغم مرور السنوات، لا تزال بعض العبارات التي خلفها المرحوم مرزوقي خالدة إلى الأن، في صورة عبارة " راح مشري راح " التي أطلقها خلال لقاء مولودية وهران مع فريق الترجي التونسي خلال اقصائيات ربع نهائي كأس إفريقيا للأندية بملعب أحمد زبانة، والتي تحولت اليوم إلى " راح مرزوقي راح ".

وحسب مصادر من عائلة مرزوقي الذين تواصلت معهم " الخبر" اليوم، فإن المرحوم لفظ أنفاسه الأخيرة فجر اليوم الأربعاء، بعد عودته من فرنسا يوم الجمعة الماضي، عقب رحلة قصيرة لمحاولة العلاج من المرض العضال الذي كان يعاني منه، حيث اختار أن يموت في أرض الوطن، وداخل المنزل العائلي، بعد أن أخطره الأطباء بأن مرض السرطان الذي كان يعاني منه في الرئة والعظم قد وصل إلى مرحلة متقدمة.

وقد بدأ المرحوم الذي يعد من مواليد سنة 1947 مسيرته المهنية بتولي رئاسة دائرة سيدي علي بولاية مستغانم، قبل أن يلتحق بالمجال الإعلامي، حيث عمل لعدة عقود كصحفي بالمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري، تميز خلالها بالتألق في مجال التعليق الرياضي، ما سمح له بتغطية العديد من التظاهرات والنشاطات الرياضية الوطنية والدولية، على غرار كأس العالم 1982 بخيخون و 1986 بمكسيكو والألعاب الأولمبية وجملة من التظاهرات الكبرى، قبل أن يضطر إلى التقاعد بشكل مسبق ويلتحق بمؤسسات ومحطات عالمية، على غرار قنوات أرتي، وأو ظبي وغيرها من المحطات الكبرى.

وبمجرد سماع نبأ وفاة المرحوم مرزوقي، حتى تهاطلت برقيات التعازي من كل الجهات، حيث قدمت المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعازيها، معبرة عن حزنها العميق وأساها البالغ لفقدان محمد مرزوقي الذي التحق بجوار ربه، مشيدة بمساره المهني الحافل، وصوته المتميز الذي سيظل كما قالت محفورا في ذاكرة الجزائريين، مقدمة واجب العزاء إلى عائلته، وإلى كل الأسرة الإعلامية، وهو نفس ما حدت حدوه بيانات وزارة الإعلام، والإتحادبة الوطنية لكرة القدم وغيرها من الهيئات الأخرى.