38serv

+ -

تريدون إذن أن يغيّر العالم نظرته إليكم؟ أنتم مسلمون متحضرون، وعقلانيون وتدينون الإرهاب الذي يقتل ويغتال ويجلد باسم الإسلام؟ أنتم الذين أرسلتم قلوبكم إلى باريس.. تعاطفتم مع قتلى لا يعرفونكم.. خرجتم زرافات ووحدانا لنصرة الرسول الذي نصره الله في السموات والأرض.وإذن هل نظرتم لصورتكم المبهدلة تلك، وبلدانكم الإسلامية يقتل فيها المسلمون بعضهم، لا يهم إن كان بتحريض من أمريكا أم إيران أم مجرد حقد على بعضكم البعض، المهم أن مسلحون مثلكم يموتون بأيديكم.هل نظرتم إلى صورتكم تلك، وأنتم تناصرون العسكر ليحكمكم، ويشدد الخناق عليكم، ويحول بلدانكم إلى ثكنات، ويوهمكم بالحماية والأمن، بينما أنتم الذين توفرون لهم الحماية والأمن، وأكثر من ذلك الخضوع والذل ليدوسوا على رقابكم...هل نظرتم إلى صورتكم تلك، وفي بلدانكم يقمع حقكم في حرية التعبير أمام أعينكم، بل تناصرون الجلاد، وتضج محكمة موريتانية بالزغاريد لأن القاضي حكم بالإعدام على كاتب وديع ذكّرهم فقط بأحداث تاريخية عادت إلى سطح العصر الحديث. ويخرج مسلمون في السعودية يتلذذون بجلد شاب مدوّن قال رأي لم يوافق هوى “اكليروس” السلطة. وبنفس ذلك الحق في القمع، تستعمل السلطات الحق في سجن شاعر وديع اسمه عبد السميع عبد الحي ما يقارب السنتين على ذمة التحقيق، بدعوى مساعدة صحفي مهدد بالموت على الهروب عبر الحدود، ناجيا بروحه وحقه في التعبير بكل حرية عن آلامكم، أيتها الشعوب التي تحمل الإسلام شعارا، وتنتصر للقتل والقمع والسجن والجلاد الذي يولم من إيمانكم سلطة مطلقة للدوس على رقابكم...هل نظرتم إلى صورتكم وأنتم تفتقدون للحد الأدنى للتضامن فيما بينكم، واستعمال الإسلام في الدفاع عن واجب الحكام الذين خوّلتم إليهم أرواحكم، أن لا يكون بينكم جائع وبلدانكم تزخر بالثروات، وأن لا يكون بينكم سكان أكواخ وقناطر ومقابر في بلدان وهبها الله أراضي شاسعة، وأن لا يكون بينكم مرضى وحكامكم يعالجون بأموالكم في دول أجنبية، وأن لا يكون بينكم مظلوما وإسلامكم مبني على الحق والعدل؟هل نظرتم إلى صورتكم المبهدلة تلك، وأنتم كلما ضرب لكم بندير الانتخابات جنّدتم عضلات ألسنتكم بالتهليل والتمجيد للرئيس، نفس الرئيس الذي جوّعكم وأمرضكم وظلمكم، وزوّر الانتخابات لصالحه وأنتم تصفّقون له، وينسى وجودكم مرة أخرى حال إعلان النتيجة... ثم تلعنون المعارضة، وتدعون أنكم تكرهون السياسة والسياسيين؟..ها أنتم، هؤلاء.. فرحون بما أتيتم به لأنفسكم.. ولا تنتظروا يد الله تنقذكم، ما دمتم لم تغيروا ما بأنفسكم.. فكلكم عبد السميع عبد الحي المسجون على ذمة التحقيق.. خارج قانون التحقيق وخارج قانون الحق والعدل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: