الغاز الصخري.. بين رفض السكان وتعنّت السّاسة

+ -

 ينتشر الغاز الصخري في الأحواض الرسوبية ضمن حنايا طبقات الألواح الأردوازية، وهو غاز طبيعي لا يشكّل أي خطر على البيئة أو الإنسان، بيد أن طرق وتقنيات استخراجه هي التي تجلب الخطر وتعصف بمستقبل الإنسان والبيئة، حيث يلجأ إلى استعمال كميات هائلة من الماء ( 500 لتر في الثانية) لكسر طبقات الأردواز الصخرية على عمق 3 كيلومترات، ما يتسبب في هدر المياه الطبيعية أولا، ثم تلويث المياه الجوفية بمخلفات عملية الكسر والمتمثلة في سم الزرنيخ واليورانيوم المشع والرصاص، وينتج عن تلك العملية تغير لون الماء إلى بني ذي رائحة عكرة، وتغطيه رغوة.يصر ساسة الجزائر على عدم التراجع عن مشروع الغاز الصخري، منطلقين من تجربة الولايات المتحدة التي كانت أول دولة حفرت أول بئر للغار الصخري عام 1981، حيث استطاعت الاستغناء عن استيراد الغاز ومن ثمة التأثير في سوق الغاز الطبيعي، وتحاول أمريكا الوصول إلى نسبة 45 بالمائة في سنة 2015.يرفض سكان الصحراء المشروع جملة وتفصيلا، ويعتقدون بأن الجزائر ليست بحاجة إلى الغاز الصخري نظرا للمخزون الهائل من الغاز الطبيعي، وكذا البدائل الممكنة كالطاقة الشمسية والرياح.. وعليه، فإن إصرار ساسة الجزائر على المشروع، وتصريحات السحنون الأخيرة قد تؤدي في المدى القصير إلى النتائج الآتية:1- اتساع رقعة الرفض السلمي للمشروع، حيث سيمس كل المناطق الصحراوية (الشرق، الوسط، الغرب).2- تنظيم مظاهرات أسبوعية في أغلب الولايات الصحراوية من باب المطالبة السلمية.3- رفع القضية إلى العدالة، البرلمان، مجلس الأمة.4- تكوين حركة شعبية على مستوى ولايات الجنوب للتنسيق والتشاور.5- تحوّل من شعار المطالبة السلمية إلى المغالبة عن طريق إعلان حالات عصيان وتمرد في بعض المناطق الحساسة.6- في حالة اليأس قد تأخذ الأمور منحنى خطيرا جدا، كقطع الطرقات، الاعتصامات، وأعمال شغب واسعة النطاق. ولكن يبدو أن المسألة ستسوّى رغم تصريحات الساسة، فالحكومة الجزائرية ليس من مصلحتها الدخول في صراع مع جبهة ثالثة من المجتمع المدني، نظرا لوفرة الغاز الطبيعي، وثانيا لحساسية المنطقة، وثالثها لهشاشة النظام في هذه المرحلة بالذّات[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات