محاولة التذكير بمنجزات الطلبة إبان الثورة التحريرية

38serv

+ -

 قدّم المتحف الوطني للمجاهد أول أمس العرض الشرفي الأول للفيلم الروائي “الظل والقنديل”، من إخراج ريم الأعرج وسيناريو رابح ظريف وبركاتي سحمدي، الفيلم من إنتاج وزارة المجاهدين سنة 2015، وعرض إحياء للذكرى 59 ليوم الطالب 19 ماي 1956، وأشرف على عرض الفيلم وزير المجاهدين الطيب زيتوني، بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، وعدة شخصيات سياسية وتاريخية ووطنية، وكذا ممثلي المنظمات الطلابية والجمعيات الوطنية.كان فيلم “الظل والقنديل” في الأصل شريطا وثائقيا، وباقتراح من وزارة المجاهدين تم تحويله إلى فيلم روائي حسب كاتب السيناريو رابح ظريف الذي برّر الخلل في تجسيد الممثلين الشباب، وعدم تطابق ملامحهم وهيئتهم مع الشخصيات الطلابية إبان الثورة، بقوله بصعوبة توظيف ممثلين كبار ومحترفين لأداء أدوار الطلبة، وعليه تم إجراء كاستينج للممثلين الشباب، وتم اختيار الأحسن منهم في أداء مثل هذه الأدوار.تناول الفيلم في 82 دقيقة الذي صورت مشاهده بأحياء العاصمة مثل القصبة، الشريعة، الحامة، وولاية وهران، وذلك محاولة من المخرجة لإعادة بناء الأحداث التاريخية، إسهامات الطلبة الجزائريين في دعم الثورة التحريرية، وبداية نشاط الحركات الطلابية بعد شهرين من اندلاعها، مشكلة موجة من الاحتجاجات والإضرابات في مختلف الجامعات. وقدم الفيلم مختلف الأحداث بتفاصيلها، بداية بإضراب 15 يوما في جانفي 1956، للتنديد بسياسة القمع وإطلاق سراح الطلبة المعتقلين، منهم الطالب بلقاسم زدور الذي تم اعتقاله بوهران بتهمة القيام بتوزيع وثائق إرهابية في فرنسا والجزائر، والذي تبين بعد ذلك أنه تم إعدامه من طرف السلطات الاستعمارية. وأبرز الفيلم نضال الطالب الجزائري وقوة عزيمة الطبقة الطلابية، على رأسها طالب عبد الرحمن وعمارة رشيد، بتأسيس جمعيات طلابية تنشط في سرية تامة ذكورا وإناثا، لإعداد مواثيق ومراسيم تنشر بين جامعات العاصمة لرصد أكبر عدد ممكن من الطلبة، وبالتالي إنشاء الاتحاد العام للطلاب المسلمين الجزائريين، وخدمة الثورة والتنسيق بين طلبة الداخل والخارج. وتعرض الفيلم بكثير من التفصيل إلى رد فعل الإدارة الاستعمارية القمعية التي قامت باعتقال كل طالب مشتبه فيه بالتنشيط مع الاتحاد الطلابي، مبرزا موقف بعض أبناء المستوطنين الذين يدرسون بجامعات الجزائر، حيث كانوا ضد فكرة الجزائر للجزائريين، وعملوا كل ما باستطاعتهم لإجهاض أي نشاط يهدف إلى خدمة الثورة، لكنه بالمقابل قدم بعض الوجوه التي تعاطفت مع الطلبة الجزائريين وآمنت بالقضية الجزائرية وساندت التنظيمات الطلابية، مثل الطالبة إيزابال التي تحدت والدها وأصرت على أحقية مطالب الطلبة، ما حتم عليه إرسالها إلى باريس.واستمر الفيلم في عرض مختلف المواقف وتطور الأحداث بالنسبة لنضال الطلبة الجزائريين الذين تحولوا بسبب قمع الإدارة الفرنسية واعتقال الطلبة بصورة تلقائية وتخريب أماكن تجمعاتهم، من كتابة وصياغة البيانات وعقد الاجتماعات إلى صناعة القنابل وخدمة جبهة التحرير والثورة مباشرة، حيث كان المنعرج الحاسم في حياة الطلبة خاصة المنخرطين في صفوف الاتحاد العام للطلاب المسلمين الجزائريين الذين التحق معظمهم بالثورة في الجبال، أما طالب عبد الرحمن فقد واصل نضاله في العاصمة حتى ألقي القبض عليه، وحكم عليه بالإعدام 3 مرات، مع تعرضه لشتى أنواع التعذيب والتنكيل حتى استشهاده.مخرجة الفيلم ريم الأعرجفي إجابتها حول ظروف إنجاز هذا الفيلم، قالت ريم الأعرج إن المدة التي استغرقها إنجاز الفيلم هي 8 أسابيع، كانت شهر رمضان الماضي، وكانت حاملا، ما صعب عليها المهمة، وهي أول تجربة لها في الفيلم الروائي الطويل. وحول اختيارها لهذا الموضوع، قالت المخرجة إن هذا يعتبر اعترافا منها وفخرا بما أنجزه الطلبة الجزائريون إبان الثورة، ويجب علينا الاعتراف بالجميل وبما قدموه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات