فيلما “كارول” و”أمي” الأقرب إلى السعفة الذهبية

38serv

+ -

خفت الحركة في شارع “لاكروزات” بمدينة كان الفرنسية، وبدأ سكان “الحي العالمي” للسينما يحزمون حقائبهم قبل ساعات من إعلان النتائج النهائية، حيث يسدل الستار هذه الليلة عن الدورة 68 لـمهرجانها العالمي السينمائي، بعد 12 يوما من العروض السينمائية التي طغت عليها قصص الحب والخيال. أزيد من 10 آلاف متخصص في عالم الفن السابع شاركوا في صناعة أجواء “سوق الأفلام” غادروا المهرجان قبل يومين، يعد أن حظوا وزوار المدينة أيضا بأشعة الشمس الدافئة التي لم تغادر المدينة منذ افتتاح المهرجان يوم 13 ماي، وبعد أن استمتعوا بمئات الأفلام ومشاهدة نجومهم المفضلين الذين صنعوا الحدث على البساط الأحمرالذي سيظل حزينا ويضرب موعدا لعشاقه السنة المقبلة.. لم تسلم الدورة 68 لمهرجان كان السينمائي الدولي، من بعض المشاكل التقنية، والانتقادات أيضا، خصوصا عند اليوم الثامن حين توقف عرض الفيلم الصيني” موتاين ماي ديبارتي” للمخرج جيا زونكي مرتين، وسط انزعاج جمهور الصحافيين، بقاعة “ديبسي” في قصر المهرجانات، أعطاب تقنية بسيطة رافقتها انتقادات حادة للمهرجان من طرف الممثل الفرنسي المثير للجدل جيراراد ديبرادين الذي صب جام غضبه على المنظمين، وقال إن المهرجان بات يعاني عاما بعد عام، وقد تحول إلى فضاء “يتعبه”، على حد قوله، وعاد الممثل جيرارد المعروف بتصريحاته القوية إلى الظهور هذا العام في المسابقة الرسمية لمهرجان في بطولة مشتركة مع الممثلة الفرنسية إيزابيل هيبرت، وذلك بعد غياب دام حوالي 30 عاما، في آخر عمل جمعهما معا بعنوان “لولو”، وقدم الفيلم الفرنسي “واد الحب” الذي كان خاتمة العروض السينمائية الفرنسية الخمسة التي تنافست على السعفة الذهبية.4 آلاف متفرج أمام مسرح “لوميير” لمشاهدة فيلم “الحب”شكل عرض الفيلم الأرجنتيني “ايرفيزيبل” سنة 2001 بمهرجان كان السينمائي الدولي، صدمة حقيقة ليس فقط للجمهور، بل أيضا للنقاد والصحافة التي هاجمت جرأة الفيلم والمشاهد “المثيرة” التي قدمها، ودفع فيلم “ايرفيزيبل” للمخرج الأرجنتيني كاسبارا نوي، حينها حوالي 400 شخص إلى مغادرة القاعة. عاد المخرج الأرجنتيني هذا العام للوقوف فوق البساط الأحمر بفيلم أكثر جرأة وأكثر “إثارة”، ليقدم أول تجربة ثلاثي الأبعاد بعنوان “لوف” خارج المنافسة، أزيد من 4 آلاف شخص تزاحموا أمام البوابة الرئيسية لحضور العرض الأول، شغل الفيلم شارع لاكروزات بمدينة كان الساحلية، ولا حديث قبل يومين إلا عنه. يصعب الحكم على جمهور أوروبي في مجتمع منفتح في هذا المشهد، لكن خلف فيلم صنع خصيصا لمن هم فوق سن 18، ارتسمت حكاية جديدة لعلاقة الجمهور بالسينما، نحو طرح السؤال التالي “ما الذي دفعهم بالآلاف للاصطفاف أمام مدخل مسرح لوميير بقصر المهرجانات بملابسهم الأنيقة، والوقوف لساعات في انتظار مشاهدة فيلم مدان بالإثارة؟”. ربما الفضول، الدعاية الكبيرة التي حرصت إدارة مهرجان كان على ضمانها لهذا العرض الذي قدم بعد منتصف الليل، وخرج الجمهور في حدود الساعة الثالثة فجرا بعد مشاهدة الفيلم دون انزعاج هذه المرة ولا قلق ولا توتر على الوجوه، بل بالعكس كانت تصفيقات الحاضرين عالية وقوية لتحية الممثلين بعد رفع جنيريك النهاية، وعاد الجميع إلى بيته دون أن تحدث تجاوزات خارج النص.حكاية الفيلم الذي دخل تاريخ مهرجان كان من أوسع أبوابه، كشفت في اليوم الموالي بعض الحقائق السياسية التي وقفت في الخلف لضبط إيقاع العمل كالعادة في مهرجان. يُسأل المخرج “ألم تكن تخشى من أن يكون دخولك إلى تاريخ السينما كأول من يعرض فيلم حميمي ثلاثي الأبعاد بأكبر المهرجانات السينمائية في العالم؟”، لم يتردد المخرج خلال الندوة الصحفية التي نشطها رفقة أبطال الفيلم في القول “العلاقات الحميمية والحياة شيء واحد، عملت 20 ساعة في اليوم لمدة طويلة من أجل أن أصل إلى مهرجان كان، في النهاية هذه هي المشاعر الإنسانية”، توجيه بعض الرسائل السياسية غير المباشرة، تحديدا إلى الولايات المتحدة، كان الغرض الأساسي لعرض الفيلم في مهرجان كان، فإلى غاية نهاية الفيلم لم يكن مفهوما لماذا اختار المخرج الإيطالي أبطال الفيلم ممثلين من أصول أمريكية، ولم يكن مفهوما أيضا لماذا قرر تقديمهم في الفيلم في شخصيات تحمل هويتهم الأصلية، غير أن الندوة الصحفية قدمت الإجابة الشافية لهذه “المشاكسة السياسة الفرنسية”، حيث قال المخرج إن تصوير الفيلم في الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن ممكنا، مشيرا إلى أن أمريكا لم تقبل بهذا النوع من الأفلام، مفارقة غريبة أن ترفض دولة عظيمة كالولايات المتحدة السماح بتصوير فيلم وعرضه بسبب مشاهده الجنسية العالية.عدسة مهرجان كان.. بانوراما الحياة في إثيوبيامنح مرور السينما الإثيوبية لأول مرة بالبرنامج الرسمي لمهرجان كان السينمائي الدولي، فرنسا مزيدا من النقاط، ليس فقط من الناحية الثقافية بل أيضا السياسية، وهذا ما أردت إدارة الدورة 68 للمهرجان أن تبرزه، من خلال منح إفريقيا تواجدا مميزا هذا العام.قدم فيلم “لامب” للمخرج الإثيوبي “يارد زيلك” نظرة خاصة لسكان العمق الأفريقي في شكل بانوراما جميلة صورت سحر الطبيعة الأفريقية، وأسلوب حياة الأفارقة في عالم يعج بالتكنولوجيا الجديدة ولم يعد يؤمن بالتقاليد.منح برنامج مسابقة “سارتان روغار” التي تترأس لجنة تحكيمها هذا العام الممثلة إيزابيل روزيلني، جمهور مهرجان كان السينمائي الدولي تأشيرة للسفر إلى أثيوبيا لمدة ساعة ونصف من الزمان، بمشاركة فنانين من أصول إثيوبية لا يملكون كثيرا من الخبرة للوقف أمام عدسة الكاميرا، الفيلم لم يتحدث عن مشاكل القارة السمراء، بل استقر عند تقديم “بانوراما” ليوم عادي من حياة عائلة إثيوبية تعيش على هامش العالم، عبر قصة الطفل الإثيوبي “إيفرام” جسد دوره الممثل رديات أمار.الأكثر حظا للفوز بالسعفة الذهبية..ترصد “الخبر” في آخر يوم من المهرجان الأفلام الأكثر حظا للفوز بالسعفة الذهبية، من بين 19 فيلما يشارك في المسابقة الرسمية، حيث تسود بعد 12 يوما من العروض أجواء الأكثر حظا والأقل وفق هذا النحو:الفيلم الأمريكي “كارول”: يعتبر فيلم المخرج الأمريكي تود هاينس “كارول” من بين الأفلام الأكثر حظا للفوز على الأقل بإحدى جوائز المهرجان، ويتناول الفيلم موضوع المثلية الجنسية عبر قصة حب من خمسينيات القرن الماضي، وأثار اهتمام الحضور إلى درجة ترشحيه بقوة من طرف الجميع لنيل لقب 2015.الفيلم الإيطالي “شباب”: يحظى فيلم “شباب”، للمخرج الإيطالي بلولو سورنتينو، هذا العام باهتمام كبير للنقاد، فجميع أصداء مهرجان كان، قبل أقل من 48 ساعة من إعلان الأخوين كوان النتائج النهائية للمسابقة الرسمية، توحي بتتويج بلولو بجائزة هامة هذا العام، تضيف إلى مسيرة المخرج الإيطالي تتويجا سينمائيا هاما، بعد فوزه السنة الماضية بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وجائزة لجنة التحكيم الكبرى لمهرجان كان السينمائي الدولي عن فيلمه “الجمال العظيم”. الفيلم الإيطالي “أمي”: يبدو أن روعة الأداء والتميز الذي ظهر به المخرج الإيطالي “ناني موريتي” في فيلم “أمي” لن يمر بتتويج كبير للفيلم، فالأجواء العامة للمهرجان لا تزال متأثرة بالرؤية الإخراجية التي قدمها الفيلم، متناولا واقع الحياة وليس السياسة، عبر مجموعة من الصور التي تحكي الأوضاع الاقتصادية الصعبة في إيطاليا.والأقل حظا..الفيلم الفرنسي “مارغيت وجوليان: بات واضحا أن فيلم “مارغريت وجوليان” للمخرجة الفرنسية فاليري دونزيلي الأقل حظا للفوز بلقب السعفة الذهبية للدورة 68 لمهرجان كان السينمائي الدولي، رغم تناول الفيلم لموضوع هام وحساس يتعلق أساسا بزنا المحارم، إلا أن الفيلم لم يحقق من الناحية الفنية مستوى عاليا يجعله مرشحا للجائزة الكبرى.الفيلم الفرنسي “قانون السوق”: رغم تميز الممثل الشهير فانسان ليندون في دوره الرئيسي في فيلم “قانون السوق” للمخرج ستيفان بريزي، إلا أن الفيلم يبقى بعيدا عن الجائزة الكبرى لمهرجان كان لعدة أسباب، أهمها أساسا الإمكانيات المالية البسيطة التي سخرت لإنتاج هذا الفيلم الذي تعتبر ميزانية إنتاجه الأقل من بين الأفلام المتنافسة على السعفة الذهبية.الفيلم الأمريكي “بحر من الأشجار”: لا يزال المخرج الأمريكي “غوس فان سانت” على وقع الصدمة، بعد أن أثار فيلمه “بحر من الأشجار” استهجان الجمهور على جميع المستويات، الصحافة، النقاد وحتى الجمهور الذي وجد في اختيار الفيلم ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان نوعا من الاستخفاف بعالم الإبداع السينمائي، خروج مؤسف لمخرج سبق أن توج قبل نحو 12 عاما بالسعفة الذهبية لمهرجان كان.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات