الجزائر ترفض تدخل القوة العربية في الشؤون الداخلية

38serv

+ -

أبلغت الجزائر الدول المعنية بمبادرة إنشاء القوة العربية للتدخل السريع، قبل اجتماع القيادات العسكرية للدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة، أن الوقت غير مناسب حاليا لمناقشة موضوع إنشاء قوة تدخل سريع عربية، وطلبت في حال إقرار مشروع إنشاء قوة عربية، ألا تتدخل هذه القوة في الشأن الداخلي للدول الأعضاء.طلبت الجزائر، حسب مصدر عليم، عبر سفيرها في العاصمة المصرية القاهرة ومندوبها الدائم في الجامعة العربية، إدراج بند يمنع القوة العربية من التدخل في الشأن الداخلي للدول العربية. وقال المصدر إن “صناع القرار في الجزائر يعتبرون أن موازين القوى في العالم العربي، في الوقت الراهن، غير مناسبة للتوصل إلى اتفاق يسمح بإنشاء قوة تدخل عسكري عربية تتمتع بالشرعية والمصداقية”. وتتحفظ الجزائر على مشروع القوة العربية ككل، إلا أنها ستضطر للتعامل معه كأمر واقع في حال إقرارها، حسب مصدرنا.وبعثت القيادة السياسية في الجزائر رسالة قوية للدول العربية المتحمسة لإنشاء قوة تدخل عسكرية عربية سريعة، بعدم تنقل نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش، الفريق ڤايد صالح. وقال السيد علمي قادير، الخبير في الشأن الأمني: “إن عدم تنقل أي إطار عسكري يمثل الجزائر في اجتماع رؤساء أركان الجيوش العربية، يعني أن الجزائر تريد التأكيد على أنها غير معنية تماما بمسألة إنشاء القوة العربية”.وأضاف المتحدث أن رفض الجزائر المشروع في الوقت الحالي “لا ينبع من عقيدة الجيش المعروفة، والمتمثلة في عدم إرسال قوات جزائرية للقتال في الخارج، وإنما لسبب آخر وهو أن الجزائر وقعت، قبل عقود، على معاهدة الدفاع العربي المشترك، التي تلتزم بموجبها بالمساعدة في حالة تعرض بلد عربي عضو في المجموعة العربية لاعتداء. وإلى حد الساعة، فإن الجزائر ما زالت معنية بالمعاهدة، لكن الجديد في الموضوع هو أن صانع القرار الجزائري يرى أن مشروع إنشاء قوة تدخل سريع عسكرية عربية مبني، في الوقت الحالي، على حالة من لا توازن استراتيجي لصالح مجموعة عربية تتزعمها المملكة السعودية، ضد ما يعرف بدول الممانعة التي تعد الجزائر، ولو ظاهريا، الدولة الوحيدة المستقرة المتبقية في هذه المجموعة”.وأفاد نفس المصدر بأن المسؤولين الجزائريين أبلغوا نظراءهم في دول عربية تتزعم مشروع القوة العربية، أن الجزائر ترى أن الوقت الحالي غير مناسب لإنشاء القوة العربية للتدخل السريع، لعدة أسباب، أهمها التدهور الخطير للعلاقات العربية - العربية بسبب حروب ليبيا وسوريا واليمن، والانقسام العربي غير المسبوق. وأما السبب الثاني فهو عدم قدرة دول مؤثرة ومحورية في العالم العربي على اتخاذ القرار، إما بسبب الغياب أو بسبب الحرب الأهلية، وهي سوريا وليبيا والعراق واليمن، حيث أنه من غير الممكن البت في هذا الموضوع في غياب دول مؤسسة للجامعة العربية. أما السبب الثالث فهو التضارب الذي قد ينشأ بين القوة العربية من قرار تدخل القوة العربية في دولة عربية معينة وقرار من مجلس الأمن الدولي صاحب الاختصاص في مجال ضبط الأمن الدولي.ويرى صناع القرار الإستراتيجي في الجزائر، حسب المصدر، أنه لا بد من الانتظار إلى غاية تحسن الأوضاع على مستوى العلاقات العربية - العربية قبل السير في اتجاه الخطوات العملية لخلق القوة العربية للتدخل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات