38serv

+ -

صنف تقرير أمني خمس بلديات بمنطقة القبائل، من بينها ثلاث بلديات بولاية تيزي وزو، بقراها المختلفة، وبلديتان ببجابة، ضمن المناطق التي تعرف تناميا للتيار السلفي فيها، ومحاولة أتباعه السيطرة على العمل المسجدي والخيري بها.يحرمون “التويزة” لأنها “عادة شيوعية” و”الوزيعة” لأنها “بدعة شيعية” تدرس وزارة الشؤون الدينية خطة لتعيين أئمة جدد عبر العشرات من مساجد بلديات وقرى ولاية تيزي وزو، وإبعاد الأئمة ذوي التوجهات والأفكار السلفية، إضافة إلى وضع عدد من المصليات تحت إشرافها المباشر، بحسب ما أكده مصدر بالوزارة لـ«الخبر”.ويأتي الكشف عن تفاصيل هذا التقرير، إثر الأحداث التي عرفتها قرية “الماجن” التابعة لبلدية فريحة، نهاية الأسبوع الماضي، حيث كادت تحدث فتنة بين السكان، عندما أقدمت مجموعة من السلفيين على اقتحام كنيسة متواجدة بالمنطقة وطالبوا بغلقها، وكادت الأمور تفلت عن السيطرة لولا تدخل بعض العقلاء لتهدئة الأوضاع.ويعد هذا الحادث الثاني من نوعه، إذ سبق أن حاول سلفيون بالمنطقة غلق الكنسية بعد الأولى المسجلة خلال جويلية 2012.وحسب التقرير، فإن أغلب قرى ثلاث بلديات بولاية تيزي وزو، وهي قرى بلدية آيت يحيى موسى، الواقعة على بعد 25 كلم جنوبي مدينة تيزي وزو، لاسيما قريتي إعلالن وآيت أولحاج، ومعظم قرى بلدية أزفون، وكذلك قرى بلدية فريحة، وبلديات تيشي وبني كسيلة بالخصوص قرية آيت منديل بولاية بجاية، تعد من المناطق التي تنامى فيها التيار السلفي بشكل لافت للانتباه.وأغلب الناشطين في هذه المناطق يقيمون بالعاصمة، ويشير التقرير إلى أن هؤلاء يقومون بتنظيم حلقات لبعض شباب المنطقة من أجل استمالتهم إليهم والتأثير على أفكارهم بخطاب ديني يتضمن الفكر السلفي، ثم تأسيس جمعيات دينية ضمن ما يعرف باللجان المسجدية، ويكون العمل قبل ذلك سريا ثم يتم إعلانه أمام سكان القرى وانتقاد بعض العادات والتقاليد بالمنطقة وتصنيفها ضمن “البدع”، مثلما هو الشأن بالنسبة لما يعرف عند سكان منطقة القبائل بـ«وعدات الأولياء الصالحين”، أو المطالبة بإلغاء عادة “التويزة”، أو ما يعرف بحملات “التطوع” والادعاء بأنها عادة “للشيوعيين”، ولا تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل أن أتباع هذا التيار، حسب التقرير، يأمرون بإلغاء عادة “ثيمشرط” أو “الوزيعة”، وهو عمل خيري اعتاد السكان على تنظيمه في المناسبات الدينية خاصة في عاشوراء.وفي هذا الصدد، يعتبر أتباع التيار السلفي أنها عادة للشيعة ولا يجوز الاحتفال بها. كما يطالب هؤلاء بضرورة غلق أماكن العبادة لغير المسلمين كالكنائس التي توجد بعدد من مناطق تيزي وزو، وقد أعد السلفيون خريطة لهذه الكنائس التي يجب غلقها، حسبهم.وفي اتصال بوزارة الشؤون الدينية للاستفسار حول مضمون هذا التقرير، أكدت المستشارة الإعلامية لوزير الشؤون الدينية، أنه “لوحظ فعلا تنامي هذا التيار عبر عدد من مناطق الوطن بما في ذلك منطقة القبائل”، مؤكدة أن “الوزارة ستعمل على تأميم بعضها ووضع يدها عليها، تفاديا لبث الخطاب الديني المتطرف الذي يبث التفرقة في أوساط المواطنين، وستقوم الوزارة بإدماج بعض الأئمة الشباب والمدرسين، خاصة المتخرجين من معهد تكوين الأئمة بمنطقة إيلولة بتيزي وزو، والمعروف باسم معهد عبد الرحمان إيلولي، لتعزيز التأطير في مساجد منطقة القبائل”. وتسعى السلطات بالمنطقة إلى التحكم في الوضعية خاصة بعد إعادة فتح المقر الجديد للاستعلامات العامة للولاية، والذي أعيد تشييده بالكامل بعدما استهدف عام 2008 بعملية انتحارية، خلفت إصابة 25 شخصا أغلبيتهم من المدنيين، وكذا العمل بمخطط إعادة انتشار جهاز الشرطة عبر مختلف بلديات تيزي وزو، بعدما أثبت تواجده عبر 20 دائرة من أصل 21 دائرة موزعة بإقليم الولاية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات