+ -

عاشت مدينة يسر، شرقي ولاية بومرداس، مساء أمس الأول، أجواء غير عادية، بعد الحادثة التي هزت المدينة الهادئة والتي خلفت مقتل فتاة، 24 سنة، على يد ملازم أول في الدرك الوطني رميا بالرصاص من سلاح كلاشنيكوف، كما أصاب الجاني والدة الضحية وشقيقتها التي كانت سببا في هذه الجريمة، وفي حين ترقد هذه الأخيرة في مستشفى برج منايل، نقلت الأم إلى مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، وقتل الجاني على يد زملائه في المهنة في أحد الحواجز الأمنية بولاية البويرة. كانت الساعة تشير إلى حدود السادسة والنصف من مساء أمس الأول، وبعد مناوشات عبر الهاتف حدثت بين الفتاة المصابة التي ترقد في مستشفى برج منايل، وملازم أول في الدرك الوطني يعمل ببرج منايل، وقعت الحادثة التي هزت الرأي العام في يسر وامتدت ارتداداتها إلى ولاية البويرة.الكارثة بدأت عندما حل الشاب الذي يحمل رتبة ملازم أول في الدرك الوطني حاملا معه سلاحه من نوع كلاشنيكوف إلى بيت الضحية الكائن بحي 82 مسكنا ببلدية يسر شرقي ولاية بومرداس، على بعد أمتار من مقر بلدية يسر وزاوية سيدي عبد الرحمان الثعالبي، وفي غمرة من الغضب، قام الجاني بإطلاق نار كثيف داخل مسكن العائلة.وحسب شهادات لجيران الضحية متحدثين لـ”الخبر”، فإن الجاني خلف مقتل “د. ي” المولودة في سنة 1991 متزوجة في إمارة دبي وتشغل منصب صحفية، كما أصيبت أم الضحية زهرة التي حولت إلى مستشفى مصطفى باشا، في وقت ترقد الفتاة التي كانت على علاقة عاطفية مع الجاني “د. ج” في مستشفى برج منايل بعد أن أجريت لها عملية جراحية معقدة.وأفادت مصادر طبية بأن الضحية “الصحفية” لفظت “أنفاسها الأخيرة في المستشفى في حين تخضع الأم وشقيقتها للعناية الطبية”، وأضاف الجيران أن سبب الجريمة يعود إلى علاقة عاطفية بين الجاني والمصابة، حيث أن هذه الأخيرة أخبرته في الهاتف بأنه قد تمت خطبتها من طرف شخص آخر، وهو ما كان سببا في ثورة الجاني الذي لم يتمالك نفسه واتجه مباشرة من مكان العمل إلى بيت الضحية بيسر.من جهتها، أصدرت مصادر أمنية، مباشرة بعد الحادث، نشرية أمنية للقبض على الجاني الذي يحمل رتبة ملازم أول في الدرك الوطني دفعة 2009، والمنحدر من ولاية برج بوعريريج، وذلك بعد أن فر على متن سيارته إلى وجهة مجهولة بسلاحه، لتحل قيادات أمنية رفيعة بمكان الحادث، من بينهم مدير الأمن الولائي لولاية بومرداس وضباط من الدرك الوطني، وتقوم بملاحقة الجاني الذي تبين أنه توجه إلى ولاية البويرة.السكان ظنوا أن الأمر يتعلق بهجوم إرهابي على حاجز الدركوأثناء محاولة فراره على متن سيارته، وعندما وصل، في حدود منتصف الليل، إلى حاجز الدرك الوطني الواقع في حي زروقي “وادهوس”، وبعدما رفض الامتثال إلى أمر التوقف، أطلق النار في اتجاه أفراد الدرك فأصاب اثنين منهم بجروح متفاوتة الخطورة، وبعد اشتباك دام دقائق معدودة، تمكنوا من القضاء عليه، ما أدى إلى توقف حركة المرور في الطريق السيار شرق غرب والطريق الوطني رقم 5 مدة ساعتين من الزمن.وحسب سكان أحياء مجاورة لمكان الاشتباك، فإن إطلاق النار الكثيف دام أكثر من ساعة وامتد لشعاب الوادي وغابة “كاف العمامرة” ثم إلى أحياء وسط المدينة، كما وصلت تعزيزات أمنية كبيرة مشكلة من أفراد الجيش والدرك والشرطة الذين انتشروا في مختلف الشوارع، ما جعل الجميع يعتقدون أن الأمر يتعلق بهجوم إرهابي مسلح تعرض له حاجز الدرك الوطني الثابت، خاصة بعدما وصل إطلاق النار إلى بعض أحياء وسط المدينة. الجيش ينفي أنها عملية إرهابيةتمكن أفراد الدرك الوطني، أول أمس الأحد، بالبويرة، من القضاء على مبحوث عنه تسبب في قتل امرأة وإصابة أخريين، حسب ما أفاد به، أمس الإثنين، بيان لوزارة الدفاع الوطني. وأوضح البيان أن “شخصا مبحوثا عنه بحوزته مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف اقتحم منزل أسرة بمدينة يسر بولاية بومرداس، وأطلق النار على من فيه، ما تسبب في قتل امرأة وإصابة امرأتين أخريين”.وأضاف ذات المصدر بأنه و”بعد التعرف عليه من طرف مصالح الأمن، بدأت عملية تعقب المجرم، وتم القضاء عليه في اشتباك مع أفراد الدرك الوطني الذين نصبوا له كمينا على مستوى حاجز أمني ثابت عند المخرج الشرقي لمدينة البويرة، في حدود منتصف الليل بعد رفضه الامتثال لأمر التوقف”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات