عثمان عريوات نجمٌ تربع على عرش الكوميديا.. ثم "تمرّد"

38serv

+ -

قبل نحو 66 عاما ولدت بمنطقة أمودوكال بولاية باتنة فرصة هامة للجزائر ليكون لها نجما عالميا في مجال الكوميديا، لا تقل وزنا عن عادل إمام، أو “روان أتكينسون” الشهير بـ«مستمر بين”.. نجمٌ جزائري تربع على عرش الكوميديا لسنوات ثم “تمرد”.. عثمان عريوات اليوم لم يقاطع الصحافة فقط، بل حتى الفن، وحال المشهد الفني العربي يقول: وين راك يا “سي مخلوف البومباردي”؟ لم يغره زخم القنوات التلفزيونية الخاصة الذي تزخر به الساحة الإعلامية في الجزائر في السنوات الأخيرة، ولم يدفعه الحنين إلى العودة إلى خشبة المسرح الوطني ممثلا، حيث ما يزال عثمان عريوات يعيش منذ حوالي 11 عاما “زاهدا” في الشهرة، كما يبدو رافضا للمشاركة في جميع الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي تعرض عليه، ورغم ذلك فالنجومية وحب الناس لا يزالان قدرا تعلق بـ«اسمه”، فأقواله الساخرة وتعليقاته التي أطل بها في عدة أعمال كوميدية كتب لها “الخلود”، يضرب بها الناس مثلا جيلا بعد جيل، وقد كاد أن يكون المبدع الفكاهي الوحيد الحاضر “رغما” عنه في الأحداث السياسية والفنية وجديد الأوضاع في الجزائر.رغم قرار “الاعتزال” الطوعي لا يزال “سي مخلوف البومباردي” يحمل معه مشروع فيلمه “سنوات الإشهار” منذ عام 2004، وكان من المقرر أن يعرض أربع سنوات من بعد، لكن تم تأجيل الفيلم، ثم تأخر إلى درجة أن المهتمين بالحقل السينمائي باتوا على قناعة أن هذا الفيلم الذي كتبه نجم الكوميديا، وشارك فيه ممثلا ومنتجا لن يرى النور بسهولة، ليس لتعنت السلطات ورفضها منح الدعم للفيلم المثير للجدل، بل لـ«عناد” الشيخ بوعمامة الذي تعيش الساحة الفنية حالة “نوستالجيا” لأعماله.ما يميز كوميديا عثمان عريوات اعتماده على “اللغة الشعبية”، حيث يصنع لغته الحوارية من الجزائر العميقة، وقد حاول الكثير من الممثلين الذين خلفوه في مسيرة صناعة الكوميديا الجزائرية تقليده في هذا الطرح، ففشل البعض ونجح البعض الآخر، إلا أن اللمسة السحرية الخاصة التي قدمها عريوات لا تزال الأكثر تلاؤما مع أوضاع البلاد الحالية. وقد بات اليوم الغائب الحاضر في مجال الكوميديا، فلهفة رواد الأنترنت للاستمتاع بإبداعاته تدفعهم إلى اعتماد التقنية الحديثة لتركيب مشاهد قديمة تمثل “ريبراتوار” الكوميديا الجزائرية، وربطها بالواقع السياسي والفني، لنجد عريوات معلقا في “اليوتوب” على الأحزاب السياسية ينتقد ويسخر من تصريحات فلان وعلان، كل ذلك بأقواله القديمة في “الطاكسي المخفي”، و«كرنفال في دشرة” و«حكايات سي عيسى” التي تعيش عبر الزمن والمواقف.ولد عثمان عريوات سنة 1948 بمنطقة امدوكال بباتنة، قدم إلى العاصمة وهو لم يتجاوز سن العشر سنوات رفقة عائلته بعد أن أتم دراسة مرحلته الابتدائية، وموهبته في التمثيل تفتقت في سن مبكرة، ليجسد أول دور له في فيلم “النتيجة” عام 1963 وهو لا يزال طالبا في معهد “الكونسرفتوار” بالعاصمة حيث درس لمدة ثلاث سنوات من عام 1969 حتى عام 1972، ثم درس في وقت لاحق المسرح مع ثلاثة من عمالقة التمثيل الراحلين مصطفى قصدرلي وطه العماري وعلال محب.تربع عريوات على عرش الكوميديا في ثمانينيات القرن الماضي مع وفاة الفنان حسن الحسني، متقمصا عدة شخصيات ريفية جزائرية، ليقدم فيلم الطاكسي المخفي 1989 مع المخرج الراحل عمر بختي، وقدم “كرنفال في دشرة” رفقة الممثل صالح أوڤروت، وكان آخر ظهور له في عمل من إنتاج التلفزيون الجزائري سنة 2003 بعنوان”الروبلة”. وفي مسيرته 24 فيلما معظمها في الكوميديا، كما جسد شخصية “الشيخ بوعمامة” في فيلم حمل الاسم نفسه من إنتاج عام 1985 للمخرج بن عمر بختي. ويواصل عريوات الغياب عن الساحة منذ 2003، ودخل في عزلة طواعية ليترك أجيالا بأكملها تقول “لماذا تركت “الحصان” وحيدا يا عثمان عريوات؟”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات