النفط الجزائري يستفيد من تراجع البترول الليبي

38serv

+ -

 رغم التأثير الكبير الناتج عن انخفاض أسعار برميل النفط التي فقدت أكثر من 40 في المائة من قيمتها منذ جوان الماضي، فإن مؤشر البترول الجزائري “صحارى بلند” استفاد بالمقابل من ظروف ظرفية ساهمت في تدعيم فارق السعر بينه وبين منافسيه من النفوط الخفيفة داخل سلة منظمة “أوبك”، إذ تسبب تراجع العرض الليبي وزيادة طلب المصافي الأوروبية على النفط الخفيف في زيادة الرسوم المفروضة على البترول الجزائري.وعلى امتداد خمسة أشهر ظل النفط الجزائري الأعلى من حيث الرسم المفروض عليه، على حساب النفط الليبي والنيجيري، هذا الأخير تأثر بانكماش الطلب الأسيوي عليه، بينما الإنتاج الليبي يوجد في أدنى مستوياته بالنظر إلى الأوضاع السائدة في البلاد.ووفقا لتقديرات البورصات العالمية، فإن البترول الجزائري “صحاري بلند” استفاد من رسم إضافي هو الأعلى مقابل مؤشر برنت بحر الشمال خلال خمسة أشهر، وسط زيادة طلب المصافي البترولية عليه، إذ قدر الرسم المفروض على البترول الجزائري بـ75 سنتا مقابل برنت بحر الشمال في سبتمبر الحالي، مقابل 45 سنتا في أوت و20 سنتا في جويلية، مع العلم أن شهري جويلية وأوت يشهدان عادة انخفاضا للرسوم بالنسبة للنفط الجزائري، لتواضع الطلب، ولكن الانخفاض الحاد للنفط الخفيف الليبي “السيدر” وتأثر النفط الحفيف النيجيري “بوني لايت” دعم البترول الجزائري.هذا العامل كفيل بالاستمرار لفترة، خاصة وأن الوضع في ليبيا لا يزال يؤثر بصورة كبيرة على توفير العرض للنفط الخفيف، ورغم توقف عدد من المصافي الأوروبية في أوت ما ساهم في تدني الطلب، وبالتالي انخفاض الرسوم على البترول الجزائري، وتبقى الجزائر من بين أهم مموني السوق الأوروبي بالنفط الخفيف، علما أن النفط الخام يمثل 38,5 في المائة من إجمالي صادرات المحروقات الجزائرية.وعلى عكس الجزائر، فإن نيجيريا مثلا وإن كان سعر نفطها الخفيف أعلى من الجزائري، إلا أنه تأثر بفعل انكماش الطلب الآسيوي، في وقت كانت نيجيريا تسعى إلى تعويض ضياعها للسوق الأمريكي، نتيجة الفائض المسجل في إنتاج النفط الصخري، وقد استفاد بوني لايت النيجيري من رسم بـ35 سنتا مقارنة ببرنت بحر الشمال في أوت، أي أنه تراجع تحت مستوى النفط الجزائري لأول مرة منذ مارس 2015، ويفوق النفط الجزائري منافسه النيجيري بـ10 سنتات، هذا الأخير أضحى موجها للسوق الآسيوي بالخصوص، بينما البترول الجزائري يصدر أساسا إلى أوروبا.ورغم هذه المزايا، فإن الرسم الذي يستفيد منه البترول الجزائري يبقى أقل من ذلك المسجل في السابق، حيث كان الرسم يتراوح ما بين 1,2 و1,8 دولار للبرميل، كما أن معدل الرسم الحالي يأتي في ظرف غير مناسب بالنظر إلى ضعف مستوى الأسعار، حيث سيفقد معدل سعر البترول الجزائري هذه السنة حوالي 45 في المائة من المتوسط العام ما بين 2015 و2014، حيث يرتقب أن يبلغ معدل سعر النفط الجزائري هذه السنة حوالي 58 دولارا مقابل 100 دولار تقريبا السنة المنصرمة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات