38serv

+ -

 كشفت صحيفة “برافدا” الروسية، في تقرير، عن تهديد روسيا للسعودية وقطر، وتركيا بشكل أقل حدة، واتهمت روسيا البلدان الثلاثة بدعم من تسميهم “بالجماعات الإرهابية” في سوريا، يأتي ذلك متناسقا مع تصريحات المستشار الروسي السابق، الذي أكد تهديد الرئيس الروسي للمملكة العربية السعودية من تلك السياسات، وأن القادم سوفيشهد ما لم يكن متوقعا من قبل. وفقا للصحيفة، وجهت موسكو تهديدا صريحا ومباشرا وعنيفا إلى كل من السعودية وقطر، وإلى تركيا بشكل أخف، مشيرة إلى البلدان الثلاثة بالاسم، معتبرة أن السعودية وقطر منخرطتان في “تنظيم ورعاية الهجمات الإرهابية”، وملوحة بإمكانية هجوم روسيا على هذين البلدين، بغطاء قانوني مستمد من ميثاق الأمم المتحدة.وكانت كل من السعودية وقطر قد توجهتا إلى مجلس الأمن لطلب إدانة الهجمات الروسية على المدنيين، وهو ما أغضب الدب الروسي، كما أن الجيش السوري، بالرغم من التقدم الذي أحرزه في ريف حلب الجنوبي بدعم جوي روسي، سرعان ما خسر عدة مناطق كان كسبها في السابق، ما يدفع إلى الاعتقاد أن التدخل الروسي في سوريا لم يكن حاسما، لكنه أعاد التوازن لنظام الأسد الذي تعرض لهزائم مؤلمة في إدلب وجسر الشغور وريف اللاذقية في الشمال، بالإضافة إلى تدمر في الوسط.وأطلقت روسيا سلسلة من ردود الفعل بعد أن توعدت تركيا برد فعل متواز مع إسقاطها الطائرة الروسية “سوخوي 24”، أول أمس الثلاثاء، حيث شرعت في قصف جبل التركمان في سوريا، ووصلت إلى قطع الاتصال العسكري بتركيا وتحجيم التعامل الاقتصادي معها، في وقت أكدت وزارة الطاقة الروسية مواصلة تزويد تركيا بالغاز الطبيعي الروسي، بحسب الالتزامات التعاقدية، ونفذت روسيا وعيدها بالرد على تركيا لإسقاطها طائرتها “سوخوي 24”، فكان الرد عنيفا جدا من خلال قصف مكثف بمئات القذائف والصواريخ من الطيران الروسي ومدفعية النظام السوري، بمنطقة جبل التركمان “بايربوجاق”، بريف اللاذقية، خاصة وأن فصائل المعارضة السورية استعادت، أول أمس، نقاطا خسرتها في المنطقة خلال الأيام الماضية.وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أنها ستنشر منظومات “أس 400” الصاروخية للدفاع الجوي في قاعدة مطار حميميم السورية التابعة لها، ولم يستبعد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وقوع أحداث أخرى بعد إسقاط المقاتلة، وتوعد بالرد عليها، وقال إن روسيا ستجري إعادة تقييم جدية للعلاقات الروسية - التركية، واعتبر إسقاط تركيا مقاتلة روسية قرب الحدود السورية “استفزازا متعمدا” من أنقرة، و”عملا مدبرا”.

وقال سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي: “لدينا شكوك جدية حول ما إذا كان هذا عملا عفويا”، مضيفا أنه أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، معبرا عن أمله في ألا يستخدم إسقاط الطائرة الروسية كذريعة لدفع فرض منطقة حظر جوي على سوريا. وأضاف “إن إسقاط المقاتلة الروسية سيؤثر على محادثات فيينا بشأن سوريا”.كما أعلن لافروف أن بلاده تدعم اقتراحا للرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، يقضي بإغلاق الحدود التركية - السورية بهدف “وقف تدفق المقاتلين” الإرهابيين، مردفا “نحن مستعدون للنظر بجدية بهذا الإجراء الضروري، العديد يقولون إنه إذا أغلقت هذه الحدود فإننا نضع حدا للتهديد الإرهابي في سوريا”.وفي سياق متصل، قال السفير الروسي لدى فرنسا، أمس، إن جيش النظام السوري انتشل أحد طياري المقاتلة الروسية التي أسقطتها تركيا، مضيفا أنه نقل إلى قاعدة روسية هناك، بحسب ما نقلته رويترز. وأضاف ألكسندر أورلوف، لراديو “أوروبا 1”: “أصيب أحد الطيارين عندما هبط بمظلته وقتل بطريقة وحشية على الأرض على يد متطرفين في المنطقة، والآخر تمكن من الفرار، ووفقا لأحدث معلومات فقد انتشله جيش الأسد، ويجب أن يكون في طريق عودته إلى قاعدة جوية روسية”.من جهته، قال الرئيس التركي، رجب أردوغان، خلال المؤتمر الاقتصادي الإسلامي الدولي في إسطنبول، أمس، “إن الطائرة تعود للاتحاد الروسي صار مفهوما فقط بعد إعلان السلطات الروسية عن ذلك”، مضيفا: “طائرتان مجهولتان خرقتا، أول أمس، مجالنا الجوي في إقليم هاتاي، وتم تحذيرهما خلال 5 دقائق 10 مرات من قبل عسكريينا، ومن ثم غادرت إحدى الطائرتين الأراضي التركية، بينما استمرت الثانية مصرة على خرق مجالنا الجوي، ففتحت مقاتلات F-16 التي كانت تقوم بحراسة الحدود النار عليها”.وأكد أردوغان في هذا السياق أن تركيا لا تسعى إلى تضخيم الحادث، “فتركيا كانت دائما تدعو إلى السلام والحوار والتسوية الدبلوماسية، وبعد ذلك (إسقاط المقاتلة الروسية) سنستمر بنفس الشيء، لكن لا يجب أن ينتظر أحد منا بقاءنا طرشانا وعميانا إزاء خرق أجوائنا، وحدودنا، وسيادتنا”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: