الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية تعود لـ2966 سنة

+ -

تحيي الكثير من العائلات بالجزائر خصوصا وشمال إفريقيا عموما ليلة الثاني عشر إلى الثالث عشر من شهر جانفي رأس السنة الأمازيغية المعروفة باسم ينّار أو ينّاير، وهو التقليد الذي لايزال يحافظ على قيمته التاريخية والاجتماعية الثقافية كأبرز المناسبات في الحضارة الأمازيغية إن لم تكن أهمها على الإطلاق. من أجل التعرف على الأسباب الحقيقية لهذه المناسبة الهامة في حياة الأمازيغ والدوافع الحقيقية للمناسبة التاريخية، تحدثت “الخبر” إلى بعض النساء كبيرات السن اللواتي يملكن رصيدا عن ذلك، حيث ذكرت الحاجة حدة ببلدية إشمول جنوب شرق ولاية باتنة، أن السبب الأول للاحتفال بهذه المناسبة يعود، حسب كلام الأجداد، إلى أسطورة “أعثروس تغاط” وتعني بالعربية العنزة والتيس، إذ تدور تفاصيل القصة حول خروج إحدى العجائز من أجل غسل الصوف بعد ارتداء زوجها ملابس الرعي متجها إلى البراري للرعي، غير أن الثغاء المتكرر للتيس بسبب حرارة اليوم أزعج الشيخ كثيرا وهو ما جعله  يطلب من “ينّار، ينّاير” ضم يوم آخر بارد لأيامه من أجل التخلص من إزعاج التيس، ليطلب شهر يناير من فبراير قرضه يوما بمقولته المعروفة عند الأمازيغ “أعمي فورار سلفلي ليلة ونهار” وقد قوبل طلبه بالموافقة ليغدو ينّار بعدها 31 يوما، في الوقت الذي أصبح فورار أو فبراير 28 يوما في السنوات التي تلت الأسطورة التي شكلت نقطة الانطلاق الفعلي للذكرى.من جهتها، روت جمعة من بلدية سريانة بعاصمة الأوراس حكاية استهزاء العنزة بالجو الدافئ الذي ميز نهاره الأخير في قولها “بوه عليك يا ينّار”، في الوقت الذي رد عليها بقوله “نخلفلك نهار في بابا فورار ونخلي كراعك يلعبو بيهم لولاد الصغار”، حيث يتميز يوم من الأيام الثمانية الأولى لشهر فبراير ببرودة شديدة كرد فعل منه، فضلا على إشارتها في الوقت ذاته إلى إحيائهم هذه المناسبة تفاؤلا منهم بعام فلاحي جيد، لاسيما أن النشاط الفلاحي ميز حياة الأمازيغ منذ القرون الأولى وإلى غاية الوقت الحالي مع اختلاف في التركيز على نوع مخصص من النشاط الفلاحي الممارس من منطقة جغرافية إلى منطقة أخرى.أما حليمة مليّح، المولودة بالرميلة بولاية خنشلة، فتذكر تقسيم الأمازيغ لهذه الذكرى إلى قسمين أو يومين: اليوم الثاني عشر من يناير ويسمى بالأمازيغية “إيض أقذيم”، أي الليلة القديمة في إشارة منها إلى أنها آخر يوم في السنة.أما اليوم الثالث عشر، فيسمى “إيض أجديذ” أي الليلة الجديدة، كونها أول يوم في السنة الأمازيغية، مميزة بين طبيعة الاحتفال في كل مناسبة، حيث يتم التخلص من كل ما هو قديم من مأكولات وملابس خلال “إيض اقديم”، واقتناء كل ما هو جديد أثناء “إيض اجديذ” من طلاء حديث للمنزل واقتناء ملابس للأطفال وإعداد مختلف الوجبات التقليدية التراثية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات