"مسلسل طوق النار إضافة مهمة للدراما الجزائرية"

38serv

+ -

أظنني سأبدأ من حيث يفترض أن ننتهي. هل لك أن تحدّثنا بعض الشيء عن آخر أعمالك مسلسل “طوق النار” للمخرج الأردني الأستاذ بسام المصري؟ “طوق النار” مسلسل أسال حبرا كثيرا حوله وكلاما وفيرا عنه وأقاويل وتحليلات وتلفيقات، ولكن في نهاية المطاف كلّ هذه الجعجعة أفرزت طحينا أقلّ ما يقال عنه إنه ليس من النوع الرّديء، حيث جمع كوكبة محترمة من الممثلين والممثلات كلهم جزائريون، تحت قيادة مايسترو مشهود له عربيا وفريق تقني من الخبرة والاحترافية بمكان، لهؤلاء فضل كبير في نجاح العمل بشهادة جمهور المشاهدين، رغم قسوة الظروف وما أحاط العمل من عراقيل وصعوبات. المسلسل يروي قصة زعيم الطوارق السلطان آمود ويتمّ تصويره بين ورقلة وجانت أقصى الصحراء الجزائرية، وما تشكّله طبيعة المنطقة من صعاب وقسوة، لكن ظروف التصوير تظلّ مقبولة ومعقولة من وجهة نظري لكون الظروف التي أحاطت بالمسلسل بالذات ليست هينة، وربما كانت سبب بعض الاختلال والصعوبات بالنسبة للبعض، وهي حالات شاذّة. على العموم الأصداء طيبة وتعد بالجديد والأحسن والأرقى، وتُعتبر نقلة نوعية من خلال شهادات المتابعين للمسلسل الذي يبثّ كل ليلة على قناة الجزائرية الثالثة عند منتصف الليل.علمنا من هنا وهناك أن الظروف المحيطة صعبة جدا، وأن الجميع يبذل جهدا إضافيا لإكمال تصوير المسلسل أو باقي حلقاته.. بالفعل ظروف العمل قاسية جدا، نظرا لصعوبة وقسوة طبيعة المنطقة، لكن دعني أقول إنني ومن خلال مشاركتي في المسلسل ورغم تقدّم سنّي تعلّمت واستخلصت معنى الإرادة والعزيمة من المخرج أوّلا، وإدارة الإنتاج ثانيا، وأعضاء فريق التصوير جميعهم، لأن الممثلين بين غدوّ ورواح، ولكن هؤلاء هناك على نفس وتيرة العمل والنشاط والحركة.ومن وجهة نظري هذا تمرّس وتعلّم وتكوين مهمّ جدّا لشبابنا من قبل طاقم أردني سوري تونسي، بامتياز وهو مؤشّر واعد لبناء صرح فنّي سينمائي بسواعد وطاقات جزائرية مستقبلا، نظرا لأسلوبهم وطريقتهم ومنهجيّتهم في العمل التي لا نملكها نحن للأسف، بداية من اللامبالاة وهدر الوقت وتداخل المسؤوليات والمهامّ. ومن هنا أقول إن الاحتكاك والتعامل مع الكفاءة الأجنبية ضرورة ملحّة بالنسبة للإنتاج الفني عامة والسينمائي خاصة، دون الانتقاص من قيمة بعض المخرجين والتقنيين لدينا، ولكن لتدارك الوقت واللحاق بالسينما العالمية.نعود إليك لتحدثنا عن دورك في هذا المسلسل أولا. ما هي الإضافة بالنسبة لك؟ أنا أجسّد دور أدرار في المسلسل، وهي شخصية معقّدة، فهو ينتمي إلى أشراف قبيلة الأوراغن، لكنه ذو نزعة شرّيرة وطبع خبيث، حتى أصبح رئيس عصابة قطّاع طرق ونهب وسرقة وقتل ومصدر فتنة يخطط المكائد والمصائب لقبيلة الإمينان من فرط الغلّ والحقد والانتقام، إلا أنه في النهاية يعدم هو وأتباعه. الدّور كان مميّزا رغم أنني كنت رافضا أداءه ملثّما حتّى أتفنّن وأتمتّع بأدائه، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السّفن. ولا بدّ من الإشارة هنا إلى براعة الأستاذ بسام المصري في التعامل مع الممثّل، وخفّة الروح التي يتميّز بها وسعة الصّدر والبال، فهو يتعامل مع كلّ واحد حسب قدراته وإمكاناته ليكون التوظيف في أجمل صورة.أما حول الإضافة بالنسبة لي، فأقول يكفيني فخرا وضعيّتي في “الجينيريك” التي أعتبرها شهادة معتبرة من مخرج قدير تعزّز مكانتي وتقدّر شخصي، وهي أيضا اعتراف ضمني بكفاءتي كممثّل قدير مثلما ورد في “جينيريك” المسلسل.ما هي انطباعاتك حول العمل ككلّ؟ هذا المسلسل بالذات هو إضافة قيّمة للدّراما الجزائرية، وعلامة مميّزة ميزة الفريق الذي أشرف عليه تقنيّا، وهم من الأردن وسوريا وتونس، ولا بدّ من الإشارة إلى أن أي عمل تشوبه مشاكل وصعوبات، لكنني أبارك إدارة الإنتاج حسن تعاملها مع الأحداث وحسن التدبير والتسيير، بدليل أن التصوير لم يتوقف سوى بسبب سوء الأحوال الجوية. وأخيرا لا أعتقد أن أي بداية تكون سهلة، وما دمنا نحصر الكلام حول مسلسل “طوق النار” فأنا أقول إن الدّراما الجزائرية على النهج السليم وتعد بآفاق مستقبلية واعدة كمّا وكيفا، كما يجب الإشارة إلى المتابعة الميدانية لإدارة الإنتاج للتلفزيون والمنتج المنفذ لأطوار العمل، وكذا للقاء الممثلين خاصة والاجتماع بهم وطرح انشغالاتهم ووعود التكفل بها.ماذا عنك وعن جديدك؟ بعد مشاركتي في فيلم “البوغي” للمخرج علي عيساوي و “جيريفيل المقاومة” للمخرج العربي لكحل في ديسمبر 2015، افتتحت سنة 2016 بمسلسل “طوق النار” للمخرج الأردني الأستاذ بسام المصري، ثم قريبا فيلم “عبد الحميد بن باديس” للمخرج السوري باسل الخطيب، و “فيلم الحناشية” للمخرج بوعلام عيساوي، وكذا مشروع مسرحي دولي خارج الجزائر، إضافة إلى مشاريع أخرى في المستقبل القريب إن شاء الله.كلمة أخيرة.. بدايةً شكري وتقديري الخاص جدا للأستاذ بسام المصري، تحياتي الخالصة لكلّ فريق عمل مسلسل “طوق النار” إداريين وتقنيين، وإلى كل الممثلات والممثلين الواعدين الذين لاقيتهم ولم يحصل لي شرف لقائهم.. تحية طيبة كذلك للجمهور المتتبع للعمل، وخالص مودتي لك أيها الصحفي القدير عبد الكريم طهاري، وأشكرك على هذه الالتفاتة الجميلة، وتحية لطاقم جريدة “الخبر”.. رمضان مبارك كريم لشعبنا الجزائري الأبيّ وللأمة الإسلامية جمعاء.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات