38serv

+ -

تنطلق، اليوم، أولى مراحل التسجيل وهي التسجيلات الأولية، التي تمكن الناجحين الجدد في البكالوريا، خلال ثلاثة أيام كاملة، من اختيار الرغبات التي تناسبهم وتتماشى مع معدلاتهم، وقد سبق العملية تنظيم أبواب مفتوحة كشفتمدى اهتمام الأولياء بمصير أبنائهم، ليتحول دورهم من المرافقة لتبديد المخاوف إلى مصدر ضغط وإزعاج بعد إرغامهم في أغلب الأحيان على اختيار تخصصات لا يرغبون فيها. في جولة قادتنا، أمس، إلى جامعة الجزائر1 بن يوسف بن خدة، وقفنا على حيثيات الأبواب المفتوحة التي كانت فرصة للطلبة الجدد من أجل التعرف على فضاء الجامعة أولا، والتعرف على التخصصات ثانيا من أجل تسهيل المهمة عليهم اليوم والتخلص من الارتباك الذي صاحبهم بعد زوال نشوة النجاح بافتكاك البكالوريا.ألف طالب تردد على جامعة الجزائر 1 أمستنقلنا إلى القاعة التي خصصتها الجامعة للطلبة الجدد، حيث كانت تعج بالزائرين لدرجة كان المقبلون عليها ينتظرون دورهم للقاء الأساتذة الذين خصصتهم الجامعة لاستقبال المعنيين، طلبة صادفناهم في السلالم مغادرين، كانت تبدو عليهم علامات الغبطة، أكدوا أن سبب ذلك هو المعلومات التي تحصلوا عليها، بعد منحهم نظرة شاملة عن الجامعة والدراسة، بالإضافة إلى المعلومات التي استقوها حول التسجيلات الجامعية وما يتناسب ومعدلاتهم.الوافدون على القاعة ليسوا كالمغادرين، حيث تلاحظ عليهم علامات الحيرة والخوف، ولا تتغير ملامحهم إلا بعد جلوسهم في الطاولات التي خصصت لاستقبالهم من قبل المؤطرين، وما هي إلا لحظات حتى تشاهد التغير يطرأ عليهم ويصبحون أكثر راحة، وينطلقون في طرح الأسئلة حول كل ما يثير انشغالهم.التقينا خلال نقل هذه المجريات المكلف بالإعلام بالجامعة، محسن التيجاني، الذي ذكر أن الجامعة خصصت الأبواب المفتوحة لمساعدة الطلبة في التعرف على التخصصات وعملية التسجيل ككل، واليوم سيتم استقبالهم في قاعة أخرى مجهزة بحوالي 100 جهاز حاسوب يؤطرها مهندسون في الإعلام الآلي وأساتذة، والأبواب المفتوحة، حسب ذات المسؤول، جلبت إليها عددا كبيرا من الطلبة، إذ استقبلت الجامعة، أمس، في الفترة الصباحية فقط، 1000 طالب.وقد استعان الأساتذة بالمطويات والكتيبات، بالإضافة إلى الوسائط الإلكترونية لتوصيل الفكرة إلى الطلبة الجدد، ويقوم هؤلاء، حسبه، بالتأكيد لكل طالب، أنه يملك الحق في مقعد بيداغوجي، وأن عملية توجيهه تعتمد على مجموعة من المعطيات، وهي رغبته وشعبة البكالوريا والمعدل المحصل عليه والتوزيع الجغرافي والقدرة على الاستيعاب.كما أشار المتحدث إلى الإجراءات المخففة هذه السنة حول الملف، وقال إن التسجيلات النهائية التي ستنطلق يوم 4 أوت ستنتهي الإجراءات فيها في غضون 10 دقائق، بتسليم الطالب البطاقة والشهادة المدرسية وحتى البرنامج الدراسي.أولياء يرافقون ولكنهم يتحكمون في رغباتهم من بين ما لفت انتباهنا، أمس، عند توافد الطلبة الجدد على الجامعة هو صحبة أوليائهم، وكان لهذا وقعه الإيجابي بمنحهم طمأنينة، إلا أننا لمسنا جانبا آخر، وهو سيطرتهم عليهم بتحكمهم في رغباتهم مسبقا، فإحدى الطالبات كانت تسأل أحد المؤطرين وسألها عن معدلها فقالت 14 من 20، وسألها بعدها عن رغبتها، فقالت إنها درست لغات، وقبل أن تقول اختيارها، تفاجأ بوالدتها تخبره أنها ستدرس لغة فرنسية، والطالبة لم تتلفظ بكلمة، حينها قال المؤطر للطالبة: وهل تحبين أنت ذلك، فاكتفت بالابتسامة، حينها أخبرها أنه مادام كانت تدرس لغات ولها معدل جيد فلماذا لا تختار ترجمة، حيث توسع تخصصها أكثر بتعلمها لأكثر من لغة.عيّنة أخرى عن طالب أخبر أستاذة مشرفة أنه يحب كثيرا التاريخ، فقالت له ضعـــه في بطاقة الرغبات اليوم، فأخبرها أن والده ضد اختياره، ويطلب منه أن يتخصــــص في التجارة وهو لا يحبها.هذا الإشكال تحدث عنه نائب رئيس جامعة الجزائر 1 مكلف بالبيداغوجيا، عزيز سلامي لـ”الخبر”، فقد ذكر أن الكثير من الأولياء يؤثرون سلبا على أبنائهم، فأغلب الأطباء يفضلون أن يكون أبناؤهم كذلك، وأمس التقى إحدى الطالبات أخبرته أنها لا تتصور نفسها في مستشفى، ووالدتها تصر عليها لاختيار هذا التخصص، وهو ما يؤدي، حسبه، إلى فشل الكثير منهم أثناء الدراسة.   

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات