تحويلات مالية موازية للخارج عبر سوق "السكوار"

38serv

+ -

 عشرات الشباب من مختلف الأعمار يقفون على قارعة الطريق وفي جميع الأزقة المقابلة لساحة “بور سعيد” المعروفة باسم الشهرة “السكوار” بقلب الجزائر العاصمة، يشيرون بأيديهم التي تحمل حزمة من الأوراق النقدية، دينار جزائري، أورو، دولار أمريكي، جنيه أسترليني، دينار تونسي.. وحتى العملة الصينية الرسمية “يوان” كانت معروضة هي الأخرى للبيع في ذلك الفضاء الموازي، على مرآى من السلطات العمومية.تحويل الأموال عبر بنك “السكوار” !الزائر لساحة “بور سعيد” يكتشف بأن معنى كلمة موازي قد حذفت من قاموس المتحكمين في ذلك الفضاء الموازي، وخير دليل على ذلك هو توفر جميع العملات الأجنبية غير الموجودة في البنوك الرسمية وبالكميات التي تريد.وحول أكبر كمية من العملة التي باستطاعتك شراؤها من السوق، اقتربت من أحد أولئك التجار الذي كان يحمل حزمة من أوراق فئة ألفي دينار جزائري وينادي المارة “أورور، دولار، دينار تونسي...”، وسألته عن أكبر مبلغ من الأورو الذي بإمكانه توفيره، فرد عليا مباشرة بسؤال آخر: “كم تريد أنت؟ ألف..10 آلاف...100 ألف؟ أنت أطلب وأنا أوفر الكمية التي تريد مهما كان حجمها”، قبل أن يضيف وهو يعد حزمة النقود التي كانت بين يديه “يمكنني حتى تحويل أموالك عبر البنك، أنت تدفع القيمة بالدينار هنا في الجزائر وأنا أحوّلها لك بالعملة الصعبة وتسحبها من إسبانيا أو فرنسا وفي أي بلد شئت”، وأضاف موضحا: “لا يهم إن كان لديك حسابا بنكيا في الخارج أو لا، لدي وسطاء في الخارج يسهرون على إتمام صفقتنا، وهكذا تسافر في راحة ومن دون المغامرة بأموالك”.الدينار التونسي الأكثر طلبامن خلال جس نبض سوق “السكوار” تبيّن أن العملة التونسية هي الأكثر طلبا من طرف الزبائن خلال هذه الفترة، بسبب لجوء الآلاف من الجزائريين لقضاء عطلتهم عند الجارة الشرقية، إذ بلغ سعره 70.56 دج بينما لا يزال الأورو فوق سقف 180.10، والدولار يباع بـ160.20، ولعل العملة الأكثر تضررا سواء في البورصات العالمية مثلها مثل الأسواق الموازية هو الجنية الإسترليني الذي بيع أمس بساحة بور سعيد بـ 210.10، ويرجع ذلك لتداعيات انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.السوق السوداء ينتعشرغم أن الفارق كبير بين الأسعار المعروضة في سوق “السكوار” ونظيرتها في البنوك والمؤسسات المالية، إلا أن الطلب في السوق الموازي في انتعاش مستمر، خصوصا خلال العطل ومع اقتراب مواسم الحج والعمرة، في غياب مكاتب الصرف التي وعدت بها الحكومة من جهة، والكمية القليلة التي تمنحها البنوك من جهة أخرى.واصلنا جولتنا الاستطلاعية في الأزقة المجاورة لساحة بور سعيد، أين الضجيج يملأ المكان والحركة لا تكاد تنقطع، وهناك التقينا بزبائن من الجنسين ومن شتى الأعمار يتعاملون بكل حرية ومن دون أي خوف من الوقوع في مصيدة الأوراق المزورة أو إمكانية التعرض للسرقة، وحتى القبض عليهم من طرف مصالح الأمن.أسئلة وأخرى أجابت عنها الشابة أمينة، 26 سنة، التقينا بها في مدخل إحدى العمارات تعد كمية من الدينار التونسي رفقة البائع، قائلة :”ليست المرة الأولى التي أقصد فيها هذا الفضاء وقبل مجيئي اتصلت بالبائع وتم الاتفاق على السعر والكمية، وبالتالي يقتصر الأمر على شدّ مدّ ليس إلاّ”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات