جدل في ألمانيا بعد السماح بحجاب المعلمات

+ -

 أصدرت محكمة شتوتغارت الإدارية حكمًا بأحقية المعلمة الألمانية دوريس التي تبلغ من العمر 55 عامًا، في ارتداء غطاء الرأس أثناء تدريس التلاميذ بإحدى مدارس المدينة، واستندت المحكمة في حكمها على نصوص الدستور الألماني التي تنص على المساواة بين المواطنين، بغض النظر عن دياناتهم أو توجهاتهم. وقالت المحكمة ”إن الراهبات في إحدى مدارس ولاية بادن فورتمبورغ يسمح لهنّ بالتدريس بغطاء الرأس، ما يمنح المدرسة الألمانية الحق نفسه، رغم أن قانون الولاية يحظر ارتداء الحجاب في الفصل الدراسي للمعلمات”. وبرّر القضاة حكمهم بأن الدستور الألماني لا يمنح الديانة ”المسيحية” أفضلية على غيرها من الديانات. أما فولكر بك من حزب الخضر المعارض، فقد اتّهم شافان التي وصفت الحجاب بأنه رمز لقهر المرأة المسلمة، بأن معلوماتها عن الدستور الألماني غير مكتملة، وأنه كما يسمح القانون الألماني للمواطنين اليهود بارتداء غطاء على الرأس يرمز للديانة اليهودية، وكما يسمح للراهبات بارتداء ما يشبه الحجاب، فإنه يسمح أيضًا للنساء المسلمات بارتداء الحجاب في أيّ وقت. وصرّح سكرتير عام الحزب المسيحي الاجتماعي بأن الحجاب وغطاء الرأس هو رمز سياسي وليس دينيًّا، على العكس من غطاء الرأس للراهبات. وكشفت دراسة حديثة أن غالبية الشباب في ألمانيا يعارضون حظر ارتداء المدرسات المسلمات للحجاب في المدارس، وأعرب أكثر من 70% من الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عامًا عن اعتقادهم بأنه ينبغي السماح للمدرسات المسلمات بارتداء الحجاب في الحصص الدراسية، وبلغت نسبة المؤيدين لوجهة النظر هذه بين التلاميذ 75%. وتبيّن من خلال الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة هومبولت في برلين ونشرت نتائجها الجمعة الفائت، أن حوالي 50% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 25 عامًا يرون أنه من حق المدرسات المسلمات ارتداء الحجاب. وذكر الباحثون أن الحجاب بالنسبة لجيل الشباب لا يعتبر على ما يبدو علامة غريبة أو مثيرة للخوف، بل ببساطة رمزًا دينيًّا ينتمي إلى عقيدة فرد آخر، وأوضحت الدراسة أن الشباب أكثر انفتاحًا من كبار السن على المسلمين في ألمانيا بوجه عام. واستند الباحثون في دراستهم إلى استطلاع رأي لنحو 8 آلاف شخص منحدر وغير منحدر من أصول أجنبية حول موضوعات مختلفة العام الماضي.ومن بين المستطلع آراؤهم نحو 1100 شاب تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عامًا، يشكل المسلمون منهم نسبة تتراوح بين 10 و12%، وتم عرض الدراسة في مستهل مؤتمر الإسلام للشباب في برلين.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: