+ -

تترقب عيون الجماهير الكروية موعد إجراء بقية مباريات الجولة الثانية للرابطة المحترفة الأولى، اليوم، للوقوف على التداعيات الجديدة لانسحاب قوات الأمن من الملاعب، في أعقاب ما حدث من أعمال عنف وشغب في بعض مباريات الجولة الأولى.

سيطغى الهاجس الأمني، مرة أخرى، على المواعيد الكروية المقررة اليوم، كون تراشق الجماهير بالحجارة والاشتباكات بالأسلحة البيضاء جسدت بشكل قاطع أن مدرجات الملاعب الجزائرية ستتحول لا محالة إلى ساحات للقتال بين مناصري النوادي وحتى بين مناصري الفريق الواحد، مثلما حدث بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، حين شهدت المدرجات المخصصة للعاصميين اشتباكات بين أنصار المولودية أنفسهم، استعملت فيها الأسلحة البيضاء في عملية “تصفية حسابات”.ورغم المخاوف التي أبداها رؤساء النوادي ما بين الجولتين الأولى والثانية ومطالبتهم اللواء عبد الغني هامل بإعادة الشرطة إلى مدرجات الملاعب، حفاظا على أمن وسلامة المناصرين واللاعبين والرسميين، مع تعهدهم بتحضير أنفسهم، بعد مهلة جديدة بثمانية أشهر، لما بعد انسحاب الشرطة، إلا أن طلبهم لم يتم تجسيده قبل موعد الجولة الثانية، وحتى رئيس رابطة كرة القدم المحترفة، محفوظ قرباج، أعلن، عقب اجتماع رؤساء النوادي، أمس الأول، أن الجولة الثانية ستجري كذلك دون حضور الشرطة. غياب الشرطة وعدم قدرة النوادي على تكوين أعوان ملاعب بالكم والنوعية القادرتين على الحفاظ على الأمن والتحكم في الجماهير في المدرجات، وغياب الشركات الأمنية الخاصة لهذا الغرض، سيعرض حياة المناصرين واللاعبين والمدربين وكل المسؤولين إلى خطر حقيقي، وهو الواقع الذي سيؤثر لا محالة على الفرجة، وسيزيد ذلك من تراجع مستوى الكرة الجزائرية قياسا بالمخاوف الكبيرة التي تنتاب اللاعبين وهم يدخلون أرضية الميدان، مدركين بأنهم في خطر، كما أنه وضع ينذر بكارثة محتملة في حال، لا قدّر الله، سقطت أرواح في مدرجات الملاعب الجزائرية. الإبقاء على الوضع القائم وبرمجة المباريات دون حضور الشرطة ودون تواجد من يضمن تفادي التجاوزات في المدرجات يعتبر سابقة لم يشهدها أي ملعب في العالم، وهو وضع خطير جدا سيحدد تبعاته تطور الأحداث في المدرجات، بالشكل الذي يعزز حرمان “الجمهور المثالي” نهائيا من حضور المباريات والاستمتاع بالعروض الكروية والفرجة، طالما أن الملاعب الجزائرية أصبحت تحت قبضة الأشرار، وساحة كبيرة لعراك الشوارع باستعمال كل أشكال الأسلحة البيضاء، ما يسوق صورة سوداء وتعيسة لكل العالم عن الجزائر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات