38serv

+ -

التمر فاكهة طيّبة مُباركة أوصانا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن نُفطر عليها في رمضان، فعن سلمان بن عامر رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنّه بركة، فإن لم يجد تمرًا فالماء، فإنّه طهور” رواه أبو داود والترمذي، وعن أنس رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يُفطر قبل أن يُصلّي على رُطَبات، فإن لم تكن رُطبات فتُميرات، فإن لم تكن تُميرات حَسَا حسوات من الماء” رواه أبو داود والترمذي.لا شك أنّ وراء هذه السُنّة النّبويّة المطهّرة إرشاد طبي وفوائد صحيّة وحِكَم في التّغذية، فقد اختار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هذه الأطعمة دون سواها لفوائدها الصحيّة الجمّة، وليس فقط لتوافرها في بيئته الصّحراوية، فعندما يبدأ الصّائم في تناول إفطاره تتنبّه أعضاؤه ويبدأ الجهاز الهضمي في عمله، وخصوصًا المعدة الّتي تريد من صاحبها التلطّف بها بعد طول تجويعها ومحاولة إيقاظها باللّين، والصّائم في تلك الحال بحاجة إلى مصدر سكري سريع يدفع عنه الجوع، مثلما يكون في حاجة إلى الماء، وأسرع المواد الغذائية الّتي يمكن امتصاصها ووصولها إلى الدم هي المواد السكرية، لأنّ الجسم يستطيع امتصاصها بسهولة وسرعة خلال دقائق معدودة، ولاسيما إذا كانت المعدّة والأمعاء خالية كما هي عليه الحال عند الصّائم.ولو بحث النّاس عن أفضل ما يُحقّق هذين الهدفين معًا القضاء على الجوع والعطش فلن يجدوا أفضل من وصايا السُنّة المطهّرة حينما تحُثّ الصّائمين على أن يفتتحوا إفطارهم بمادة سكرية حُلوة غنية بالماء مثل الرُّطب، أو منقوع التمر في الماء، وقد أظهرت التّحاليل الكيميائية والبيولوجية أنّ الجزء المأكول من التّمر يقارب تسعة أعشار من وزنه، وأنّ هذا الجزء يحتوي على الماء بنحو رُبعه، وعلى سكريات وبروتين وألياف، وأثر زهيد جدًّا من المواد الذهنية.وكان من أهمّ نتائج التجارب الكيميائية أن تناول الرُّطب أو التمر عند بدء الإفطار يُزوّد الجسم بنسبة كبيرة من المواد السكرية فتزول أعراض نقص السكر ويتنشّط الجسم، وإنّ خلو المعدّة والأمعاء من الطّعام يجعلهما قادرين على امتصاص هذه المواد السكرية البسيطة بسرعة كبيرة.وأمّا احتواء التّمر والرّطب على المواد السكرية في صورة كيميائية بسيطة يجعل عملية هضمها سهلاً جدًّا، فإنّ ثُلثي المادة السكرية الموجودة في التّمر تكون على صورة كيميائية بسيطة، وهكذا يرتفع مستوى سكر الدم في وقت وجيز، وإنّ وجود التّمر منقوعًا بالماء واحتواء الرُطب على نسبة مرتفعة من الماء يُزود الجسم بنسبة لا بأس بها من الماء، فلا يحتاج لشرب كمية كبيرة من الماء عند الإفطار. فاحرص على أن يكون إفطارك على الرُطب أو التمر أو الماء.إمام مسجد عمر بن الخطاب - براقي*

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات