38serv

+ -

 سؤال لطالما جال في خاطري، لماذا يحرص الغرب على وجود إسرائيل؟ ولماذا يدعمون اليهود هذا الدعم اللامتناهي؟ لم أجد إلا جوابا واحدا، ألا وهو التخلص من شرورهم، والمتتبع لتاريخ القوم يجد أن ستالين، مثلا، ما وعد اليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين إلا ليتخلص من درنهم، وما بحث لهم هتلر عن صندوق قمامة يجمعهم إلا ليطهر ألمانيا من رجسهم، بل إن أمريكا ذاتها تعاني منهم، غير أنها مغلوبة على أمرها؛ لأن اللوبي الصهيوني يخنق أنفاسها.

وما من شرّ استشرى في العالم إلا كان وراءه هؤلاء الأوباش، فاليهودي كارل ماركس كان وراء الشيوعية الملحدة، واليهودي الآخر دوركايم كان وراء علم الاجتماع الذي عبث بالأسرة، واليهودي فرويد أسس بنيانه في علم النفس على الجنس الفاضح، وساتر اليهودي روّج للإباحية.

لقد عرَّى القرآن وفضح نفسيات اليهود الخبيثة، وبيّن صفاتهم الدنيئة، فقد نسبوا لله الولد: {وقالت اليهود عزير ابن الله}، واتهموا ربهم بالبخل فقالوا: {يد الله مغلولة، غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا}، واتهموه جل وعلا بالفقر فقالوا: {إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا}، واليهود متخصصون في تكذيب الأنبياء وقتلهم: {أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون، وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون}، وتخصص القوم في مصّ دماء الشعوب من خلال أكل الربا والسحت: {وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون}، وبالإضافة إلى ما سبق من رذائل، فإنهم كانوا ينقضون العهود والمواثيق: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون}، وتخصّصوا في الإفساد في الأرض، والحرص على الحياة بأي ثمن، وكتمان الحق، والتلبيس والتضليل.

المعصوم عليه الصلاة والسلام حينما هاجر إلى المدينة، وجد فيها ثلاث قبائل من اليهود، فعقد معهم ألا يخونوا ولا يؤذوا، ولكن أبى طبعهم اللئيم إلا أن ينقضوا ويغدروا، فأظهر بنو قينقاع الغدر بعد أن نصر الله نبيه في بدر، فأجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة، وأظهر بنو النضير الغدر بعد غزوة أحد، فحاصرهم عليه الصلاة والسلام وقذف الله في قلوبهم الرعب، فطلبوا من رسول الله أن يجليهم على أن لهم ما تحمله إبلهم إلا آلة حرب، فأجابهم إلى ذلك، فنزل بعضهم بخيبر وبعضهم بالشام، وأما بنو قريظة فنقضوا العهد يوم الأحزاب، فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم فنزلوا على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه كما هو مسطر في السيرة.

اليهود أجبن خلق الله: {لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى}، اليهود ملعونون أينما ثقفوا حتى على ألسنة الأنبياء: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}. فهؤلاء هم اليهود، يا من تهرولون لعقد سلام مزعوم معهم.

وإن ما تم سرده من وقائع لنعلم قبح أفعال القوم وحقدهم على الإسلام وأهله، وبالتالي فلا تجوز موالاتهم، ولا تهنئتهم بعيد، ولا مشاركتهم فيه، ولا تسليتهم في مصيبة: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم}.

ومن قبائح اليهود ما يفعلونه في يوم الناس من كتابة لفظ الجلالة على الأحذية وما شابهها، وقيامهم بدهس المصاحف وحرقها، ونشر الصور المشوّهة للإسلام، ولنبي الإسلام. ومع كل ما سبق، فإن الباطل مهما انتفش وانتفخ وظهر أنه غالب، فإن الحق سيجيء والباطل سيُزهق، وهذا وعد الله ورسوله: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون، وإن جندنا لهم الغالبون}، وفي الصحيح: “لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود”.

* إمام وأستاذ بجامعة العلوم الإسلامية – الجزائر1