ربط الأجيال بمصادر التشريع بما يوائم آليات العصر

+ -

أوصى، أمس، المشاركون في الملتقى الوطني الموسوم بـ«الدرس التفسيري والحديثي عند جمعية العلماء المسلمين، الجهود المناهج والاتجاهات”، المنظم بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية في قسنطينة، لدى إسدال الستار على فعالياته، بمواصلة الاهتمام بتراث الجمعية عامة، وفي التفسير والحديث النبوي خاصة بالتكشيف والفهرسة والرقمنة، وكذا الدعوة إلى إنشاء موسوعة ورقية وإلكترونية تهتم بأعلام الجمعية وطبقاتهم.

وطالبوا بضرورة توجيه الطلبة في مرحلتي الماستر والدكتوراه وفي البحوث الأكاديمية الأخرى إلى الاهتمام بتراث الجمعية التفسيري والحديثي (مصادره ومناهجه ومجالاته وأعلامه)، إلى جانب الاهتمام بما وصلنا من تراث الجمعية في التفسير والحديث وغيرهما من العلوم، وذلك في مختلف مراحل التعليم، وكذلك من خلال تدريسها واستثمارها في دروس الوعظ والإرشاد في المساجد والمدارس القرآنية، وكذا توجيه الباحثين في مخابر البحث إلى ضرورة الاهتمام بجمع الوثائق والمعلومات المتعلقة بالنشاط العلمي لعلماء الجزائر، إلى جانب إعداد برامج تلفزيونية من خلال أستوديو الجامعة، يتم فيها التعريف بأعمال الجمعية ورجالها بما تخدم تخصصات الجامعة ويسهم في نشر الوعي المجتمعي، ويعزز الوحدة الوطنية والمرجعية الدينية. وسعى القائمون على الملتقى الذي كانت فعالياته على مدار يومين، لربط الأجيال من طلبة الجامعات والباحثين عموما بهذا المنتوج العلمي وترقية التعامل معه، بما يوائم آليات العصر.

وأوضح عميد كلية أصول الدين، الأستاذ أحمد عبدلي، خلال إشرافه على افتتاح الملتقى الذي جاء بمبادرة من مخبر الدراسات القرآنية والسنة النبوية، أن الملتقى يعالج مزايا الدرس الحديثي والتفسيري في شقيه النظري والموضوعي، وأثره في الحركة العلمية بالحاضرة الجزائرية، معتبرا أن أهم الإشكاليات التي ناقشها هذا الملتقى هي إشكالية الآفاق العلمية للدرس التفسيري والحديثي عند علماء الجمعية حاضرا ومستقبلا، إلى جانب إعادة إحياء الإشعاع العلمي لمثل هذه الدروس والاستفادة منها، علميا ومنهجيا.

بدوره، أكد الدكتور رضوان لخشين أن هذا اللقاء العلمي سعى لتقديم قراءة ماسحة للدرس الحديثي والتفسيري في مقالات جمعية العلماء المسلمين، وهذا في مختلف المجلات والصحف، مع مراجعة المنتج التفسيري والحديثي لعلماء الجمعية لتعزيز الثقة في المصادر المعرفية لجمعية العلماء والمتعلقة بالقرآن الكريم والسنة النبوية، دون إغفال الوقوف على الأهداف والمزايا العلمية للدرس الحديثي والتفسيري للجمعية.

يشار إلى أن جلسات الملتقى الذي حضره أساتذة من جامعات الوادي، باتنة 01، أدرار، الأغواط وجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، تمحورت حول ثلاثة محاور رئيسية، حيث تناول المحور الأول ماهية الدرس التفسيري والحديثي في كتابات جمعية العلماء المسلمين، وناقش المحور الثاني المناهج والاتجاهات العلمية في الدرس التفسيري والحديثي، فيما ناقش المحور الثالث الآثار العلمية والفكرية والقيم الاجتماعية والعقدية للدرس الحديثي والتفسيري.