أسعار السيارات المستعملة تعود للارتفاع مجددا

38serv

+ -

لا يزال الغموض يكتنف سوق السيارات المستعملة، كما لا يزال "الشاري" متوجسا وينتظر تراجع الأسعار في حال زاد عرض السيارات الجديدة في الأشهر القادمة، فيما اقتنع الكثير من البـاعة أو "البـزناسية" بـأن حال السوق سيستمر على وضعه لأسابـيع، ما دفعهم إلى رفع سقف الأسعار، علَهم يعوضون الخسائر التي تكبـدوها قبـل أشهر.

وأجمع كل من التقت بـهم "الخبـر" في سوق السيارات بـتيجلابـين، على أن السوق لا يزال متذبـذبـا والأسعار مرتفعة، خصوصا أسعار السيارات المستعملة الأقل من 10 سنوات، التي هي محل اهتمام أصحاب الدخل البـسيط و"الزوالية".

كانت الساعة تشير إلى الثامنة صبـاحا، حينما بـدأنا نقترب من سوق السيارات بـتيجلابـين في بـومرداس، الواقع بـمحاذاة الطريق الوطني رقم 5، وكلما اقتربـنا من الفضاء المخصص للسوق، زادت الزحمة المرورية وتحولت الأراضي الفلاحية المحاذية له إلى مساحات لركن مركبـات الزبـائن، فيما انتشر أفراد الدرك الوطني على مشارف السوق لتنظيم حركة المرور وتسهيل تحرك السيارات.

 

"ماروتي" 2012 بـ 73 مليون

 

الحركة داخل السوق نشيطة، والزبـائن يتحركون في جميع الاتجاهات بـحثا عن مركبـة تناسبـهم، كل حسب قدرته الشرائية، فيما تعالت أصوات بـائعي العقاقير عبـر مكبـرات الصوت وتشكلت سحب من دخان شواء اللحم الذي كان يطبـخ تحت الجمر.

وفي غمرة ذلك المشهد، التف مجموعة من الزبـائن حول مركبـة سياحية صغيرة من صنع يابـاني، في حالة جيدة أو كما يحلوا للجزائريين وصفها بـ "نقية".

يسأل أحد الزبـائن صاحبـ "ماروتي" المعروضة للبـيع: "شحال ساوموك؟" ليرد عليه: "65 مليون سنتيم.. وسعر البـيع محدد بـ73 مليون سنتيم". التفت الزبـون يمينا وشمالا وراح يتمتم مع مرافقه وهو يغادر؛ "ماروتي 2012 بـ73 مليون سنتيم! ".

يقول أحد الزبـائن لـ "الخبـر": "منذ الساعات الأولى من الصبـاح، وأنا أبـحث عن مركبـة لا يتجاوز سعرها 80 مليون سنتيم، لكنني تفاجأت بـارتفاع الأسعار، أيعقل أن سيارة صغيرة لا تقل عن 24 سنة يعرضها صاحبـها بـسعر 90 و100 مليون سنتيم.. الأسعار مرتفعة ومن قال إنها انخفضت فهو مخطئ".

 

120 مليون سنتيم لاقتناء سيارة صغيرة

 

من خلال تجولنا بـين السيارات المعروضة، اتضح أن السوق لا يزال متذبـذبـا، كما كشف بـعض العارفين بـخبـاياه أن الأسعار لا تزال تتغير، خصوصا فيما يتعلق بـأسعار المركبـات القديمة. وأرجع بـعض ممن تحدثت "الخبـر" معهم السبـب الرئيسي الذي يقف خلف عدم استقرار السوق؛ إلى نقص عرض السيارات الجديدة، في انتظار شروع بـعض شركات تركيب السيارات في الجزائر في الإنتاج، وبـالتالي زيادة العرض لامتصاص الطلب ودفع الأسعار إلى الانخفاض.

أما السيارات الصغيرة المصنوعة ما بـين 2009 و2014، الآسيوية؛ فأسعارها "نار"، على حد وصف الزبـائن ممن تحدثت معهم "الخبـر".

ووقفت "الخبـر" على عملية بـيع سيارة من نوع "شيفرولي سبـارك"، صنعت في 2012، وبـعد مفاوضات طويلة وعسيرة وأخذ ورد بـين البـائع وزبـونه، اتفق الطرفان على سعر 120 مليون سنتيم.

عملية بـيع أخرى وقفت عليها "الخبـر"؛ خصت سيارة "ماروتي 2012" في حالة جيدة، التي لم يتجاوز عدّادها عتبـة 90 كيلومترا، حيث كان الزبـائن يلتفون حولها ويسألون عن سعر البـيع، إلا أن أحد الزبـائن أظهر رغبـة لاقتنائها وراح يرفع في السعر من 65 مليون سنتيم حتى اقتناها في الأخير بـشق الأنفس بـسعر 69 مليون سنتيم.

وعلى الرغم من ارتفاع أسعار السيارات المستعملة، قديمة كانت أم جديدة، إلا أن الكثير من الزبـائن اقتنوا مركبـات تناسبـهم، وهو حال أحد الزبون الذي دفع ما قيمته 100 مليون سنتيم مقابـل اقتنائه سيارة "ألتو". والسبـب، حسبـه، يرجع لحاجة عائلته لسيارة بـعد أن ظلوا مدة قاربـت الشهرين من دون مركبـة تسهل عليهم تنقلاتهم اليومية.

يقول زبـون آخر اقتربـت منه "الخبـر" داخل سوق تيجلابين: "لاقتناء مركبـة متواضعة يجب أن تدفع مبـلغا لا يقل عن 120 سنتيم، هذا ما استنتجته من خلال زياراتي الأخيرة لمختلف أسواق السيارات المستعملة في العاصمة وضواحيها"، وتابـع: "السوق لا يزال متذبـذبـا والأمور لم تتضح بـعد؛ في ظل عدم توفر سيارات جديدة في مختلف المصانع الناشطة في الجزائر، ولهذا قررت اقتناء سيارة خوفا من ارتفاع الأسعار أكثر خلال الأسابـيع القادمة".

أما السيارات الأقل من ثلاث سنوات ذات العلامات الأوروبـية والآسيوية، فأسعارها تراجعت نوعا ما مقارنة بـالفترة الماضية، وهو ما وقفنا عليه خلال جولتنا الاستطلاعية في أنحاء السوق، حيث أكد أصحاب هذا النوع من السيارات، وبـالخصوص "البـزناسية" منهم، بـأن السوق يشهد حالة ركود غير عادية، خصوصا بـعد السماح لاستيراد السيارات الجديدة لعلامات أوروبـية وآسيوية.

 

التهاب أسعار الشاحنات التجارية الصغيرة

 

مع اقتراب شهر رمضان، يزداد الطلب على الشاحنات الصغيرة لنقل البضائع وممارسة الناشطات التجارية، وهو ما دفع بـأسعارها إلى الارتفاع بـشكل ملموس، وهو ما وقفنا عليه خلال الجولة.

ورغم أن سعر شاحنة صغيرة من نوع " دي.آف.آم" مقدر بـ 162 مليون سنتيم في نقاط البـيع المعتمدة في الجزائر، إلا أن سعر القديمة لا يزال مرتفعا في سوق السيارات المستعملة، حيث قدرت قيمتها بـين 120 مليون سنتيم و135 مليون. وفي ظل عدم توفر هذه الشاحنات الجديدة في نقاط البـيع، بـقيت أسعارها مرتفعة.

يقول أحد الزبـائن لـ "الخبـر": "هل من المعقول أن الفرق بـين سعر شاحنة جديدة من نوع " دي.آف.آم" وشاحنة مستعملة سنة 2018، مقدر بـأكثر من 40 مليون سنتيم؟ "، ليتابـع: "اغتنموا فرصة اقتراب حلول شهر رمضان ونقص العرض في الشاحنات الجديدة، ليدفعوا بـالأسعار إلى الارتفاع إلى مستويات قياسية".