الجزائر حصن منيع للتصدي للأفكار المتطرفة أو الإرهابية

38serv

+ -

قضية الدبلوماسية الدينية ضمن الأولويات”، مشيرا إلى أن “الدين الآن يلعب دورا كبيرا في الكثير من القضايا والأزمات في إفريقيا وأوروبا والأمريكيتين وآسيا”، وحثّ السلطات الرسمية على “وضع قاعدة بيانات للقيادات الدينية الجزائرية المنتشرة هنا وهناك” حتى “يُستفاد منها في خدمة الدين والجالية والوطن”، ملفتا إلى أن “بعض القيادات الدينية الجزائرية لعبت دورا كبيرا في نشر قيم التسامح والتعايش والحوار والتواصل في أوروبا وأمريكا وكندا وآسيا وإفريقيا”.

كيف ترون جهود الجزائر في خدمة الجالية المسلمة خاصة من خلال ابتعاث الأئمة والمقرئين في شهر رمضان؟
 الجزائر الآن بدأ لها جهد ونشاط فيما يسمى بالدبلوماسية الدينية التي تأخرنا فيها كثيرا، بدأت من خلال ابتعاث الأئمة والاهتمام بالجاليات والأقليات، وكذلك الاهتمام بتدبير الشأن الديني في إفريقيا هنا وهناك، خادمة لا متدخلة، ناصحة لا فارضة لإيديولوجية، متواصلة لا قاطعة للتواصل مع هذه الأقليات والجاليات في مشارق الأرض ومغاربها. الجزائر على المسار فقط تحتاج إلى اهتمام، وندعو سيادة الرئيس أن توضع قضية الدبلوماسية الدينية ضمن الأولويات، فالدين الآن يلعب دورا كبيرا في الكثير من القضايا والأزمات في إفريقيا وأوروبا والأمريكيتين وآسيا، فهل من مستمع لي...

ماذا عن جهود الجزائر في خدمة القضايا العادلة كقضية فلسطين؟
 جهود الجزائر في خدمة القضايا العادلة وخاصة قضية فلسطين أبدأ فيها بهذا الكلام، عندما تكلمت الجزائر في مجلس الأمن ممثلة في ممثلها بمجلس الأمن قال: “سوف ندفن جثت وأشلاء شهدائنا، سوف نلملم جراحنا، سوف نستأنف من يوم الغد المطالبة بوقف إطلاق النار، فالجزائر لا تكل ولا تمل”، الجزائر موقفها متميّز وعملي لا تزايد به ولا تناطح به أحدا؛ لأنه مستمد من ثورة التحرير وقيمها من جيل التحرير ومن يحكمنا، لأن الجزائر عندما تتحدث عن فلسطين لا تتاجر بهذه القضية، لا تريد من أحد جزاء ولا شكورا إلا من رب العالمين وخدمة لأهلنا وإخواننا في فلسطين، لهذا موقفها مقدّر ومثمّن ولا ينكره أو يتغافل عليه أو لا يذكر أو يُذكّر به في وسائل الإعلام خارج الجزائر إلا مَن في عيونه رمد أو حاقدا أو حاسدا، الجزائر وفية للقضية الفلسطينية. الجزائر عطاؤها لا يشك فيه أحد، ما زالت وستبقى الجزائر تنافح عن القضية الفلسطينية مهما أصابها من اللأواء ومن ظلم ذوي القربى أو تآمر المتآمرين أو من محاولة المساس بها. الجزائر صامدة بصمود رئيسها وقيادتها وشعبها الذي يُجمع أنه مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، الجزائر تقوم بجهود دبلوماسية حثيثة.

دوركم كقيادات دينية جزائرية وأوروبية في تعزيز قيم التسامح والحوار والوسطية مع أتباع الديانات الأخرى وبلدكم الجزائر، كيف تقيمونه؟
 هناك العديد من القيادات الدينية الجزائرية، وأتمنى لو تُوضَع قاعدة بيانات للقيادات الدينية الجزائرية المنتشرة هنا وهناك حتى يُستفاد أولا منها في خدمة الدين وخدمة الجالية وخدمة الوطن.
ما أحوجنا إلى أن تتكاثف الجهود وأن تشترك السواعد جنبا إلى جنب خدمة في تحصين الوطن ونشر الأمن والأمان وثقافة السلام وخدمة الجزائر في الفضاءات الدينية والمحافل التي تتواجد فيها هذه القيادات خدمة أولا للدين ثم للوطن ثم للجالية الجزائرية والمسلمة أينما وكيفما كانت.

لا شك أن كثيرا أو بعض القيادات الجزائرية لعبت دورا كبيرا في نشر قيم التسامح والتعايش والحوار والتواصل، وأصبحت لها مكانة عند السلطات الرسمية الأوروبية وفي أمريكا وكندا وكذلك في آسيا وإفريقيا، وهذه القيادات وإن كانت غير معروفة ويجهلها الكثير من الناس في الجزائر، إلا أنها حملت همّ الجزائر؛ دون طلب أو أمر أو رغبة في جزاء أو شكور.

قد تكون قد حالت بين بلدنا الكثير من الحوائل إلا أننا نحملها في قلوبنا ونجسدها في سلوكياتنا وأفعالنا، يمكن أن يلعب هؤلاء دورا كبيرا في خدمة الجزائر وبناء جسور التواصل وبناء علاقات وشراكات خاصة مع جامع الجزائر الذي نرجو أن يكون جسرا للتواصل وفضاء للدبلوماسية الدينية وشبكة للعلاقات مع القيادات الدينية والروحية من المسلمين ومن غير المسلمين، ومن أتباع الديانات الأخرى، وكذلك صوت إيماني يصدح بالحق يعبر عن هوية الجزائر في خارج الوطن لأن هذا المسجد بني للجزائر ولكن منارته في السماء شاهقة عالية كعلو علم الجزائر تصدح بالحق وتذكر بالأصل وترسل رسالة وسطية واعتدال لبناء جسور من المحبة والأخوة الإنسانية خدمة لكل القضايا العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين وقضايا الوطنية، وستبقى الجزائر إن شاء الله وفية نابضة بالحب وبالخير وبالسلام خادمة لكل القضايا الإنسانية.

تم دعوتكم لحضور افتتاح مسجد الجزائر الأعظم حصن المرجعية والوسطية، كيف هو انطباعك عن هذا الصرح الكبير؟
لقد تشرفت بالمشاركة في افتتاح جامع الجزائر الأعظم، وتشرفنا بالسلام على السيد الرئيس وكذلك الشيخ العميد ورئيس الديوان ورئيس المجلس العلمي وكل الإخوة العاملين في المسجد، فوجدناه صرحا إسلاميا كبيرا وفضاء لتلاقح الأفكار وكذلك لنشر الوسطية والاعتدال ولنشر التسامح والسلام. وجدناه منارة عالية ترشد السلام والتوحيد والإيمان في عنان السماء إلى الضفة الشمالية، له جذور في أرض المحمدية ممتدة إلى إفريقيا الخضراء لتمدها بالأمن والأمان والسلام وجمع الكلمة ووحدة الصف ونشر قيم الإسلام والإيمان والتسامح والتعايش، وهي رسالة من الجزائر على أن الجزائر تَجمَع ولا تُفرّق، تُوحّد بين الشعوب والبلدان ولا تخرّب، وأن الجزائر دائما قبلة للمضيوم والمظلوم من الشمال والجنوب، وأن الجزائر رسالتها دائما رسالة سلام ومحبة وأنها تخدم المظلوم بغض الطرف عن لونه أو دينه أو عرضه، وأن الجزائر حصن منيع للتصدي للأفكار المتطرفة أو الإرهابية، وأنها بهذه المنارة ترسل رسالة تؤكد فيها على الوسطية والاعتدال، وأنها جمّاعة للناس على الخير، وأنها لا تضيق ذرعا بالرأي المخالف وإن كانت في نفس الوقت تحافظ على مرجعيتها وتعتبر هذا المسجد حصن منيع لمرجعيتها وعلمائها وهُويتها.

هنيئا للجزائر وللجزائريين هذا الصرح الإسلامي الكبير والجسر الذي سوف يكون جسرا للتواصل مع الضفة الشمالية ومع إفريقيا وغيرها من أصقاع المعمورة، هنيئا لرئاسة الجمهورية على هذا الافتتاح والرعاية والاستقبال وهنيئا لرئيس الجمهورية، افتتحتَ في وسط شعبان، حيث تُرفع الأعمال وتُقبَل الدعوات، افتتحتَ بيتا من بيوت الله، أسأل الله أن يمتعك بالصحة والعافية وأن يديم على الجزائر الأمن والأمان والاستقرار، وأن يكون هذا رسالة حضارية ثقافية خادمة للإسلام والإيمان وهُوية الجزائر في جميع بلدان العالم الإسلامي.