38serv

+ -

بين تونس وليبيا تشنج سياسي وإعلامي حاد بلغ حد تهجم وزير الإعلام في الحكومة الليبية المنعقدة في طبرق، القويري، على الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، لكن هذا التهجم ليس الأول من نوعه، فالوزير نفسه سبق أن أثار جدلا سياسيا سابقا بتصريحات مماثلة، بسبب موقف الحكومة التونسية القبول بالأمر الواقع في ليبيا، والتعامل مع طرفي الأزمة بالقدر نفسه. تجدد الاشتباك السياسي والإعلامي بعد إعلان وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش قبل شهر عن إرسال طرابلس لقنصل تونسي إلى طرابلس، ما يعني عودة تعاطيها الدبلوماسي مع الحكومة الليبية في طرابلس، وهو الموقف الذي رفضته حكومة طبرق وانتقدته بشدة.وسبقه بقليل تشاحن سياسي بسبب رفض تونس للتدخل العسكري المصري في ليبيا تجاوبا مع الموقف الجزائري، بخلاف الموقف الداعم للتدخل الذي أبدته حكومة طبرق.لكن مأزق التصريحات والاتهامات المتبادلة بدأ يأخذ طابع الحدة في الفترة الأخيرة، على الأقل منذ إعلان وزارة العدل الليبية في طبرق عن مقتل الصحفيين التونسيين المختطفين في ليبيا سفيان الشورابي ونذير الكتاري، وهو الإعلان الذي شكل صدمة سياسية ومجتمعية وإعلامية في تونس التي رفضت طريقة تعاطي الحكومة الليبية في طبرق مع هذا الملف، ورفضها التعاون الجدي معها لكشف ملابسات هذه القضية.وليست الأزمة التونسية الليبية الأخيرة الناجمة عن اعتقال السلطات التونسية للقيادي في فجر ليبيا وليد القليب، ورد الليبيين باحتجاز 172 تونسي، ومقايضة الموقف بالموقف، سوى استمرار لوضع حرج تجد فيه تونس نفسها في كل مرة إزاء راهن الأزمة والانقسام الداخلي في ليبيا، برغم التأثيرات التي يحدثها هذا التراشق على وضع الليبيين في تونس والمقدر عددهم بحسب الإحصائيات الرسمية مليون ونصف المليون ليبي.الكثير من التحاليل والقراءات السياسية للأزمات السياسية بين ليبيا وتونس، وبغض النظر عن ظروف الارتباك التي تمر بها السياسة الخارجية التونسية، تضع عوامل وضغوطا خارجية وراء هذه الأزمات، ويسود الاعتقاد بأن المحور الإماراتي المصري السعودي يحاول دفع تونس إلى التعامل مع حكومة طبرق والقطيعة مع حكومة طرابلس، ويصطنع بين الحين والآخر مشكلات تعبر عن هذا الموقف، فيما تذهب تحاليل أخرى إلى أن محور قطر والجزائر يحاول في المقابل دفع الحكومة التونسية إلى التعاطي بواقعية سياسية مع حكومة طرابلس كأمر واقع.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات