واشنطن تمرر رسائل سياسية باستهدافها بلمختار في ليبيا

38serv

+ -

يرى عقيد متقاعد من الجيش الليبي السابق، أن الغارة الجوية الأمريكية في “أجدابيا” والتي استهدفت مختار بلمختار بأنها “تحتمل 3 تفسيرات، إما أنها رسالة سياسية لدول المنطقة؟ أو عمل متهور لا يمكن أن يصدر من وزارة الدفاع الأمريكية، أو عمل استباقي لمنع عملية إرهابية كبرى ضد الولايات المتحدة”. واعتبر خبير أمني جزائري أن الغارة الجوية ضد بلمختار “رسالة سياسية للجزائر ودول المنطقة”.شكك خبراء ومتابعون للشأن الأمني في الساحل وفي ليبيا في الرواية الأمريكية والليبية لاستهداف مختار بلمختار في منطقة أجدابيا شرقي ليبيا، وقدموا عدة قراءات لإعلان وزارة الدفاع الأمريكية استهداف مختار بلمختار في الغارة الجوية الأخيرة، ويعني تسريب الخبر من البداية من قبل الحكومة المؤقتة الليبية، أن أمير كتيبة “الملثمون” موجود ضمن أهم أهداف الحرب الأمريكية على الإرهاب في إفريقيا، إلا أن العملية كما أعلن عنها، فتحت الباب أمام تأويلات، أهمها أن الأمريكيين تحولوا إلى أداة لتصفية الحسابات بين جماعات سلفية جهادية متنافسة في ليبيا، حيث سرب لهم سلفيون ليبيون معلومات خاطئة من أجل استهداف مجموعة كانوا يرغبون في تصفيتها، أو أن الأمريكيين يعلمون منذ عدة أشهر أن مختار بلمختار، مات مريضا أو مسموما في غرب ليبيا فقرروا تبني العملية.وقال مصدر أمني جزائري رفيع، إنه “لا الأمريكيين ولا الليبيين طلبوا من الجزائر تأكيد مقتل بلمختار، وهو ما أدى إلى تعرية إعلان وزارة الدفاع الأمريكية حول استهدافه”. وقال خبير أمني ليبي إنه من المستحيل بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ارتكاب خطأ في الإعلان عن هوية قتلى غارة جوية. وقال الدكتور عز الدين، متخصص في الشأن الأمني “إن قراءة بسيطة للنظام الذي يحكم وزارة الدفاع الأمريكية يدرك أن الأمريكيين إما أنهم كذبوا بشأن استهداف بلمختار في شرق ليبيا، أو أنهم وقعوا في خطأ لا تقع فيه حتى الدول الصغيرة، وبما أن الاحتمال الثاني غير وارد، فإن الأول في حكم المؤكد”. ويضيف الدكتور عز الدين “إنه في بعض الحالات عندما تستهدف شخصية قيادية في الجماعات الإرهابية في العالم يتخذ القرار من قبل الرئيس الأمريكي شخصيا، فكيف يمكن تفسير هذه الفوضى”، ويرى الدكتور عز الدين أن الأمر يتعلق بعملية عسكرية ذات أبعاد سياسية إقليمية، هدفها التأكيد لدول المنطقة أن الأمريكيين دخلوا الحرب على الإرهاب في ليبيا. أما الرسالة السياسية الموجهة للجزائر فهي أنه لا داعي لمنح الإرهابيين الجزائريين الموجودين في الخارج فرصة للاستفادة من العفو والمصالحة.وقال العقيد الليبي المتقاعد، خالد يعقوب السوريتي، من العاصمة الليبية طرابلس، إن كل المختصين في الشأن الأمني يدركون أن مختار بلمختار لا ينشط في شرق ليبيا لأن المنطقة بعيدة جدا عن قواعد جماعته “كتيبة الملثمين” في جنوب غرب ليبيا وشمال مالي. ووصف الخبير الأمني الليبي الغارة الجوية الأمريكية التي استهدفت مزرعة جنوب مدينة أجدابيا، بداية الأسبوع الماضي، بأنها عمل عسكري استعراضي، وقال المتحدث في اتصال هاتفي “إنه من المستحيل من وجهة نظري كخبير عسكري وأمني أن يقع الأمريكيون في خطأ من هذا النوع إلا في حالة واحدة هي أنهم كانوا يرغبون في إيصال رسالة سياسية عبر عملي عسكري”، وأضاف “كان يمكن أن يقع الخطأ من جانب محللي المعلومات في المخابرات الأمريكية وتقع الغارة الجوية، لكن لا يعلن عنها إلا بعد مدة وبعد التأكد بالدليل من هوية المستهدفين، الغريب هو إعلان الأمريكيين المتسرع عن استهداف مختار بلمختار وهو أمر نادر الوقوع”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات