38serv

+ -

 أصبحت برامج المقالب عادة رمضانية تتجدد كل عام باختلاف مقدميها، ووجبة دسمة ينتظرها الصائم على مائدة الإفطار، يلتقطها المنتجون لاقتناص حصة الأسد من كعكة الإعلانات التي تتهاطل بغزارة على مثل هذه البرامج التي تشهد نسبة مشاهدة عالية موسما بعد موسم. غير أن برامج المقالب انحرفت عن مسارها الحقيقي وتحولت من الضحك إلى تخويف الضحية والمتفرج على حد سواء، ما أثار حالة غضب شديدة في الوسط الفني في مصر.التصق اسم الفنان المصري رامز جلال ببرامج المقالب، فكان طوال المواسم الماضية ينجح في استضافة زملائه من الفنانين لخفة روحه المرحة الفكاهية، وعلاقته الطيبة مع جميعهم، إلى أن أصبح منافسا رئيسيا في الماراطون الرمضاني كل عام. ورغم الانتقادات التي لاحقته في برنامجه الجديد “رامز واكل الجو”، بسبب الميزانية الضخمة التي رصدت للعمل، والمبالغ الوهمية التي قدمت للضيوف نظير مشاركتهم في البرنامج، وتخويفهم بشتى الطرق، إلا أنه تصدر قائمة برامج المقالب، ما جعل العديد من منتجي هذه البرامج يقلدونه ويستنسخون أفكاره وينافسونه، ليلحق به الفنان هاني رمزي بـ«هبوط اضطراري” و«التجربة الخفية” الذي يقدمه شادي ألفونس وخالد منصور.فتح الممثل المصري هشام سليم النار على مقدمي ومنتجي برامج المقالب واتهمهم بالاستخفاف بعقول المتفرج، وإهانة الممثلين لا إضحاكهم، ودعا إلى مقاطعة هذه الأعمال التي يظهر فيها الفنان المصري وهو يشتم ويضرب ويتلفظ أقبح الكلام، وأضاف “أنا ضد قلة الأدب وأرفض عرض هذه البرامج التي تقلل من قيمة الفنان المصري أمام الجمهور والمجتمع، وهي لا تتناسب مع هذا الشهر الفضيل، لكمية الشتائم التي يتلفظها ضحايا هذه البرامج”.أما الفنانة نشوى مصطفى فكشفت أن أغلب مقدمي برامج المقالب ومعديها يتفقون مع الضيوف قبل بدء التصوير، ويعرفونهم بأن محتوى البرنامج غير حقيقي وأنه مجرد مقلب، وأكدت أن الكثير من الفنانين والإعلاميين يوافقون على هذا العرض مقابل المبلغ الذي يلقونه، علما بأن هذه البرامج تكون ذات تكلفة عالية، ولا يبخل المنتجون في رصد ميزانيات ضخمة لها.من جانبه، يقول الناقد محمد عبد الرحمن إن هذه البرامج باتت الموجة الأحدث في برامج الكاميرا الخفية، فالموجات السابقة كانت تعتمد على مواقف المفارقات التي تثير الأعصاب، لكنها لا تصل بالضحية إلى مرحلة حرجة. لكن يبدو أن المجتمع به فئات عديدة تحب أن تشاهد النجوم أو الضحايا عموما وهم في المواقف الصعبة، والدليل الإقبال على استنساخ الفكرة نفسها على أكثر من قناة.ويرى عبد الرحمن أن اعتماد شركات الإنتاج على تنفيذ برامج الكاميرا الخفية “المقالب”، راجع إلى حب ومتابعة المشاهد لها، متوقعا عدم تراجع إنتاج هكذا برامج مع كل موسم رمضاني، موضحا “بالتأكيد لهذه البرامج مردود سلبي على المجتمع لا يمكن رصده بسهولة، لكن في الوقت نفسه توجيه اللوم للقائمين عليها فقط لا يكفي، والأفضل أن نبحث أولا في أسباب حب الجمهور لهذه البرامج، حتى الذين لا يصدقون أنها حقيقية ويتابعونها باعتبارها “مفبركة”. في رأيي الشخصي، تحولت هذه البرامج إلى ما يشبه لعبة “الصاروخ” في مدينة الملاهي، لا يلعبها الكل لكن هناك من يفضلها، ولا أتوقع أن يتراجع إنتاجها إلا إذا شعر المعلنون أن الجمهور لا يتابعها وبالتالي ستتكرر الظاهرة من عام لآخر”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: