ثورة أولياء التلاميذ

صنع أولياء التلاميذ الحدث في اليوم الأول من الدخول المدرسي، بتنظيم احتجاجات في عدد من المؤسسات التربوية عبر الوطن، تنديدا بالأوضاع المزرية التي يدرس فيها أبناؤهم، من غياب للإطعام أو المطالبة برحيل مديري بعض المدارس. ولم تخل الاختلالات المسجلة من معضلة الاكتظاظ التي سبق أن حذرت منها النقابات وكذا العجز في التأطير.مدارس غير مكتملة وأخرى تفتقر للمطاعميمنعون أبناءهم من الدراسة بسبب ظروف التمدرس عكس ما كان متوقعا من أن تشل نقابات التربية المدارس، لتجديد مطالبها القديمة، وبعد أن تمكنت وزيرة القطاع من امتصاص غضبها وتأجيل الاحتجاج إلى وقت آخر، فقد صنع أولياء التلاميذ الاستثناء، بحيث منعوا أبناءهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة عبر عدد من ولايات الوطن. فبالعاصمة احتج أولياء تلاميذ مدرسة “يوسف بن تاشفين” على التصرفات غبر اللبقة لمديرة المدرسة معهم، واعتصم كل الأولياء أمام مدخل المدرسة لعدة دقائق.وشهد أول يوم من الدخول المدرسي بالبليدة احتجاج أولياء تلاميذ ومنع أبناء لهم من الدراسة، بسبب عدم استكمال ورشات الترميم أشغالها ببعض المؤسسات التربوية، ولعدم تهيئة الطرقات ومحيط المجمعات التعليمية، ورفض أولياء بحي بن رمضان في الشبلي، السماح لأبنائهم بالدراسة وسط ما يشبه ورشة العمل بمدرستهم الابتدائية الوحيدة بالحي. وبحي بن دالي في الأربعاء، وقف أولياء محتجين على عدم إنجاز ممهلات وتهيئة الأرصفة، لعدم تكرار سيناريو وقوع أبنائهم ضحايا حوادث مأساوية. وبدورهم منع أولياء بمركز حمام ملوان أبناءهم من الدراسة بحي تحامولت، البعيد عنهم مسافة تقترب من الـ 5 كيلومترات، وأصروا على فتح أبواب المدرسة الموجودة بالمركز، رافضين حجج عدم جاهزية المطعم المدرسي والانتهاء من أشغال الترميم.وبالسواكرية في مفتاح، هدد أولياء بتنظيم حركة احتجاجية موسعة، وبين ممثلون عن السكان لـ”الخبر”، أن السبب يعود إلى عدم تهيئة الطرقات وظروف استقبال أبنائهم، ورفضهم دراستهم وسط الأوحال وبرك مياه الأمطار خلال موسم التساقط، والغبار خلال أيام الصحو. ولم يختلف الموقف بمركز لغرابة في الصومعة، حيث أبدى أولياء استياءهم من الشروع في حفر خنادق، أسبوعا قبل الدخول المدرسي بمحيط الابتدائية والمتوسطة.في ذات السياق، شهدت بعض المؤسسات التربوية بالوادي حركات احتجاجية في اليوم الأول للدخول المدرسي، بسبب عدم تحقق جملة من الظروف المناسبة، ورفض تلاميذ متوسطة “مبارك بوضبية” ببلدية الرقيبة الدخول إلى الأقسام، احتجاجا على استمرار غلق المطعم المدرسي. كما منع أولياء تلاميذ المجمع المدرسي الجديد بحي 18 فبراير ببلدية الوادي أبناءهم من التمدرس في هذا المرفق الجديد، تنديدا بانتشار عصابات تعاطي الخمور والمخدرات بمحيط مؤسستهم. أما تلاميذ فرع متوسطة العبيدي بقرية المنانعة ببلدية المقرن، فقد حالت الظروف البيداغوجية السيئة دون دخول أغلب التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، حيث قام أولياؤهم بمنعهم من الدخول والاحتجاج.وشهد الدخول المدرسي بولاية الجلفة فوضى ومشاكل خلال الساعات الأولى من الدخول المدرسي، عبر مختلف المدارس والمتوسطات والثانويات. فقد أكد أولياء التلاميذ بمدرسة “مريم بوشنافة” أن إدارة المدرسة استلفت الراية الوطنية من فرع الفلاحة المجاور للمدرسة، كما قام مديرون آخرون بالحصول على الأعلام بطرقهم الخاصة، وغاب كل الإداريين في مدارس “داودي عطية”، “الحمام”، “بقطارة”، وشهدت المتوسطة الجديدة ببلدية زعفران احتجاجا على المدير من طرف أولياء التلاميذ، مطالبين بتحويله بعد اتهامه بالإهمال وضعف أدائه خلال الموسم الماضي. وفي بلدية مسعد، رفض الأولياء دخول أبنائهم لحجرات مدرسة “لعياضي المختار” للمطالبة باسترجاع المطعم الذي استولت عليه جمعية رياضية.ومنع تلاميذ الثانوية الجديدة بني دوالة، أمس، من الالتحاق بمقاعد الدراسة، بعد أن اعترض طريقهم مجموعة من سكان المدينة المطالبين بحقهم في التوظيف بذات المؤسسة التربوية التي فتحت أبوابها يوم أمس لاستقبال المتمدرسين، منددين بتمكين غرباء عن مدينتهم من التشغيل بذات المؤسسة.من جهته، ندد الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ بمطالبة المؤسسات التربوية الأولياء بشهادات مختلفة لتحضير ملفات أبنائهم، على غرار شهادة الحالة المدنية والإقامة، وهي الوثائق التي سبق وأمر الوزير الأول بإلغائها، في الوقت الذي تحدث عن تأثير مشكل الاكتظاظ على أبنائهم.كما أقدم، أمس، حوالي عشرين شخصا من أولياء التلاميذ على غلق المدرسة الابتدائية “عبد الحميد بن باديس”، الواقعة ببلدية الدهاهنة شرقي المسيلة، احتجاجا على عدم تخصيص إدارة هذه الأخيرة قسما تحضيريا يمكنه احتواء العشرات من أبنائهم في سن ما قبل التمدرس.