"تجربة قسنطينة ستكون الأسوأ بسبب التقشف"

38serv

+ -

أكد الدكتور عبد الله حمادي، أستاذ ومدير مخبر الترجمة في الأدب واللسانيات بجامعة قسنطينة، أن إصدارات قسنطينة عاصمة الثقافة، لم يظهر منها أي كتاب، حيث وعدت الوزيرة السابقة نادية لعبيدي بطبع 1000 عنوان موزعة على 350 دار نشر، إلا أنه لم يكن منها إلا حصة قليلة، مؤكدا أنه قدم اقتراحات للوزيرة السابقة، طالب فيها  بإعطاء الأولوية للكتب التي تتحدث عن قسنطينة، وإلا يعاد كل ما طبع بمناسبة الجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007، وفي تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011. وانتقد الدكتور حمادي، عمل لجان القراءة، والتي قال أن الكتب التي نشرت في تجارب الجزائر السابقة، لم تكن في المستوى ما عدا القليل منها، لأن اللجنة-حسبه- لم تكن مؤهلة لاختيار هذه الكتب أو للكتابة،  ملحا على ضرورة  وضع لجان من ذوي الكفاءة العلمية، وهو نفس ما وصف به المشرفين على الكتاب بوزارة الثقافة، لأنه كان من  المفروض أن تطبع الكتب التي تتحدث عن التراث الجزائري بنسبة 50 بالمائة وتشمل المخطوطات والمؤلفات التي مر عليها زمان وأصبحت غير متداولة، خاصة وأن هذه الكتب بأموال جزائرية. وقال المتحدث، إن الكتب التي يجب أن تطبع في 2015، هي تلك التي تتحدث عن قسنطينة، وما يتحدث عن الجزائر بصفة عامة، ولم تخرج للعلن من قبل، مضيفا أن وعود الطبع ألغت 600 عنوان، والمتبقية لم يصل إلى قسنطينة أي عنوان منها، كما أكد أنه قدّم مجموعة من الكتب لم يتم اختيارها، ولم تدخل في إطار التظاهرة، وكان فيه حديث عن تحويل الأعمال المقدمة، والتي لم يتم انتقاؤها إلى صندوق دعم الكتاب، الذي يمول من قبل الديوان الوطني لحقوق المؤلف، وهو ما اعتبره  أمرا غير ممكن. وذكر الدكتور أن استراتيجيه الدولة هي نفسها في طبع الكتب، بالرغم من أنها تحمل نقطة إيجابية وهي تدعيم هذه الكتب، حيث تتكفل بشراء ألف نسخة أو ألفين نسخة المخصصة لتاريخ الجزائر، إلا أن الكاتب فيها يكون الضحية، لأنه لا يناله النصيب الدولي المقرر لحقوق المؤلف، ولا يستطيع أن يراقب عدد النسخ هل وزعت أم لا، حيث أن أغلبيتها تكون مخزنة في دور النشر، والرابح الأكبر هنا هو الناشر والخاسر هو الكاتب، هذا الأخير الذي يقدّم مجهوده الفكري جاهزا ومدققا ومنظما، وما على دار النشر إلا أن تسحبه فقط، ولا يمكنه بعدها مجادلة دار النشر قائلا: “يرى الكاتب مؤلفه في السوق ولا يعرف حقيقة مبيعاته، وليس له الأدلة لمجادلة صاحب دار النشر”، مواصلا “أنا عن نفسي لي مؤلف عن “بارباروس” نشر من قبل دار القصبة، في إطار الجزائر عاصمة للثقافة العربية لا أعلم حقيقته”. وأضاف أنه فيه تكريس للأسماء التي نشرت أعمالها كاملة، حتى وإن لم تكن في المستوى الثقافي، أعيد نشرها في تظاهرة تلمسان، مؤكدا أن تموقع الكاتب في العاصمة يجعل فرص النشر أكثر من الولايات الأخرى، موضحا في ذات الموضوع أن مطبوعات تظاهرات الجزائر مكدسة في دهاليز وزارة الثقافة ودور الثقافة وغير موجودة في المكتبات والجامعات والمؤسسات الثقافية والقنصليات خارج الوطن، ونجد البعض منها مركونا في المكتبات التي لا يدخلها شخص في اليوم، حيث دعا إلى إعادة النظر في هذا التصرف اتجاه الكتاب في الجزائر، واستغلاله في فرص التظاهرات التي أتيحت لها، حيث لم ينجح الأشخاص الذين أوكلت لهم مهمة تنفيذ برنامج الكتاب، في مراقبة دور النشر الجديدة التي ظهرت في المناسبات مثل ما حدث في تلمسان والجزائر، حيث أن تجربة قسنطينة ستكون الأسوأ بظهور كذلك سياسة التقشف وتقليص ميزانيتها وسيكون لها نفس اتجاه التجارب السابقة، وهذا أمام تخلي الدولة عن دعم الكتاب، لأنه ليس من أولوياتها، متسائلا  في الأخير عن مصير ميزانية الكتاب وإمكانية تحويلها إلى أغراض أخرى.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: