38serv

+ -

 كانت حياة يشار كمال كلها عطاء في الإبداع القصصي، لعل أشهرها تلك الحلقات التي خصها لأسطورة ”محمد النحيل”. يرسم من خلال السلسلة صورة بطل شرف - على شاكلة بن زلماط عندنا- يقوم بثورته على الحكم السائد ليحارب الظلم في سهل التشوكروف. ويشد الكاتب القارئ في عالم خيالي سحري، يجعله يشتم رائحة الطين والهواء الجاف ويسمع خرير الأنهار ويري أسراب الطيور وشعاع الشمس، ويهتز لبطولات الثائر المنتقم لنفسه ولذويه... يتميز أسلوبه بغزارة اللغة الوصفية، يقول إنه استمدها من اللغة العربية التي أعطت اللغة التركية الحديثة الكثير من المفردات. ويصنّفه النقاد الفرنسيون في سلالة ستاندال، وصف كان في الواقع يرضيه. ترجمت كتبه إلى 40 لغة، منها العربية، وتحصل على عدة جوائز عالمية وترشّح لجائزة نوبل في 1973. ينحدر يشار كمال من أصول تركية ويحسب على  التيار اللائكي المعارض في تركيا، مما جعل نظام الحكم يضعه في خانة المغضوب عليهم.  وفاة يشار كمال تفقد الأدب العالمي المعاصر أحد رواد الرواية الوصفية، أمثال تولستوي وستندال وتشيخوف وفولكنر وغيرهم من الذين نسجوا مجد الرواية الكلاسيكية بأنامل سحرية. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات