"السمنة أكثر عوامل الخطـر لهشاشـة العظـام"

 أوضحت البروفيسور شفيقة حويشات، مختصة في أمراض العظام والمفاصل من مستشفى الدويرة بالجزائر العاصمة، أن هناك عوامل خطر تؤدي إذا اجتمعت إلى الإصابة الحتمية بـ “الأرتروز” ومنها على وجه الخصوص السمنة، مشيرة إلى نتائج دراسة وطنية حديثة أثبتت أن 43 بالمائة من المصابين بهشاشة العظام بالجزائر يعانون من السمنة، موضحة ذلك في الحوار التالي:في أية مرحلة عمرية تبدأ الـ“أرتروز” وما هي أنحاء الجسم المعنية بها؟ يجب أن تعلموا أن هشاشة العظام أو ما يعرف بالـ“أرتروز” تعني الأشخاص الذين بلغوا سن 35 سنة فما فوق، لكن نجدها بصفة ملحوظة عند من تجاوزوا سن الـخمسين. أما عن أنحاء الجسم التي تمسها الإصابة، فقد حاولنا تقصّي ذلك من خلال دراسة قام بها الفريق الطبي المختص في أمراض الروماتيزم بمستشفى الدويرة في 2013 شملت النساء اللواتي بلغن 50 سنة فما فوق المترددات على مستوى الدويرة، خضعن للفحص والأشعة التي أجريت لهن على مستوى الركبة واليدين، بيّنت نتائجها أن 21 بالمائة منهن مصابات بـ “أرتروز “الركبة وقرابة 23 بالمائة معنيات بهشاشة عظام اليدين، أما فيما يخص هشاشة عظام الرقبة فلا توجد دراسة توضح نسبة الإصابة بها.هل يمكننا اعتبار السمنة أحد عوامل الخطر للإصابة بالـ“أرتروز” خاصة عند النساء؟ طبعا، السمنة أحد أهم عوامل الخطر وعادة ما نجد أنها تكون السبب الرئيسي عند المرأة التي بلغت سن اليأس، إضافة إلى عوامل أخرى. وفي هذا المجال أشير إلى نتائج دراسة أخرى قمنا بها في 2015 بيّنت أن السمنة أول عامل خطر للإصابة بالـ “أرتروز”، وأن المرأة التي تعاني من متلازمة الأمراض الاستقلابية الممثلة في السكري وارتفاع الضغط الشرياني مضاف لهما السمنة معرضة لا محالة لهشاشة العظام.هذا يعني أن هشاشة العظام مرتبط حتما بأمراض أخرى؟ نعم شريطة أن تكون تلك الأمراض مجتمعة، فالإصابة بداء السكري لوحده أو داء ارتفاع الضغط الشرياني فقط لا يمكنها أن تسبّب عامل خطر، في حين نجد أن اجتماع هذه الأمراض عند شخص واحد يعرضه لا محالة لهشاشة العظام. وفي هذا المجال أشير إلى نتائج دراسة وطنية تمت في 2014 اشترك فيها مختصون في أمراض العظام من مختلف المستشفيات، على غرار مستشفيات الجزائر العاصمة، قسنطينة، باتنة وعنابة، ناهيك عن أطباء خواص شملت المصابين بداء الـ“أرتروز” الذين تجاوزوا الـ50 سنة، أكدت نتائجها أن 47% من الذين يعانون “الأرتروز” يعانون من ضغط الدم، و29 % منهم يعانون من السكري، إلى جانب نسبة 43 % منهم يعانون من السمنة.