مرة أخرى، يبرهن الجيش الوطني الشعبي على جاهزيته العالية واستعداده الدائم لمواجهة كل أشكال التهديد، بعد العملية النوعية التي أسفرت عن القضاء على ستة إرهابيين بالقطاع العسكري تبسة، في الناحية العسكرية الخامسة، وهي العملية التي عكست بجلاء العيون الساهرة لمغاوير وأشاوس الجزائر، عيون لا تنام ولا تتهاون في أداء الواجب المقدس المتمثل في حماية الوطن.
العملية التي أشرف ميدانيا على متابعتها الفريق أول السعيد شنڤريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بحضور اللواء حمبلي نور الدين قائد الناحية العسكرية الخامسة، أكدت أن الجزائر تملك تجربة غير مسبوقة في محاربة الإرهاب. هذه التجربة الميدانية تراكمت عبر سنوات طويلة من التضحيات والنجاحات، حتى صارت أنموذجاً يُحتذى به في محيط إقليمي ودولي ما يزال يعاني من ويلات الإرهاب.
ولم يكن حضور الفريق أول شنڤريحة لمعاينة الوحدات العسكرية المشاركة في العملية مجرد متابعة عسكرية تقنية، وإنما كان رسالة عميقة المعنى، تجسد روح التضامن بين القيادة والأفراد، وتعيد التأكيد على وحدة الصف الوطني في مواجهة كل التحديات.
وقد نقل الفريق أول، بعين المكان، تهاني رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة عبد المجيد تبون، إلى الجنود الذين أثبتوا شجاعة وبسالة لا تقهر.
إن نجاح هذه العملية يعكس تصميم الجزائر على مواصلة تطهير ترابها من فلول الإرهاب، ويبعث برسالة واضحة مفادها أن لا مكان للجماعات المتطرفة ولا لمن يدعمها على أرض الجزائر. كما أنها برهان إضافي على أن حدودنا، برية كانت أو جوية، محمية من أي محاولة تسلل أو اختراق، مثلما حدث مع الجارة غير المأمونة مالي، التي تورط بعض أطرافها في التواطؤ مع جهات معادية للجزائر، وانتهت بمحاولة يائسة لاختراق حدودنا الجنوبية، لتنال في النهاية جزاءها العادل.
إن الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، لا يكتفي بردع الإرهاب، بل يعمل في آن واحد على سد كل المنافذ أمام المؤامرات الخارجية التي تستهدف أمن الجزائر واستقرارها. والجزائريون، وهم يتابعون بافتخار نتائج هذه العملية البطولية، يدركون أن بلادهم محصنة برجال صدقوا العهد، وأقسموا أن لا يتركوا شبرا من أرض الوطن عرضة للخطر.
إنها معركة متواصلة، عنوانها الثبات والإصرار، ورسالتها أن الجزائر قوية بأبنائها، عصية على الاختراق، وأن العيون الساهرة على حدودها لن تنام أبداً.

التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال