ثقافة

أجندة وطنية لتثمين التراث الزيري

خلال فعاليات تظاهرة ثقافية احتضنتها ولاية المدية.

  • 546
  • 1:45 دقيقة
صورة: ح.م
صورة: ح.م

اختتمت مساء اليوم بولاية المدية فعاليات التظاهرة الوطنية "على خطى بولوغين… من أشير إلى المدن الثلاث: المدية، مليانة وجزائر بني مزغنة" التي نظمتها مديرية الثقافة والفنون، وسط حضور وازن من باحثين ودكاترة وخبراء في التاريخ والترويج السياحي، إلى جانب ممثلين عن وكالات ودواوين السياحة الوطنية.

وقد شكل هذا الحدث الثقافي والعلمي محطة بارزة لإعادة إحياء النقاش حول القيمة التاريخية والمعمارية لموقع أشير الأثري، باعتباره العاصمة الأولى للدولة الزيرية وأحد أهم الشواهد الحضارية في تاريخ الجزائر الوسيط.

وعرف اليوم الدراسي سلسلة من المداخلات العلمية التي تناولت آليات تثمين موقع أشير الأثري وتعزيز جاذبيته السياحية، من خلال اعتماد مقاربات حديثة ترتكز على دمج المسالك السياحية الثقافية المستدامة وربطها بالقصبات العتيقة في المدية ومليانة والجزائر. وركز المتدخلون على ضرورة إدراج هذا الموقع ضمن رؤية وطنية شاملة تُعنى بإحياء التراث الزيـري وإبراز تطور المدن العتيقة عبر التاريخ، من خلال ربطها بمسارات سياحية مدروسة تكشف ترابطها العمراني والمعماري.

وفي ختام التظاهرة، توصّل المشاركون إلى جملة من التوصيات التي رُفعت للهيئات الوصية، أبرزها الدعوة إلى إعادة بعث الحفريات العلمية بموقع أشير، وخاصة بمنطقة "البنية" التاريخية، لما تحمله من معطيات أثرية قادرة على إعادة رسم جزء مهم من تاريخ الدولة الزيرية، كما طالب المختصون بالاستفادة من حضور الخبيرة والباحثة عائشة حنفي لتبنّي هذا المشروع، استناداً إلى خبرتها في إنجاز حفريات مماثلة في عدة مناطق من الوطن.

وشملت التوصيات أيضاً طبع أعمال التظاهرة ورقياً ورقمياً، وترقيتها مستقبلاً إلى تظاهرة إقليمية ذات بعد مغاربي، إلى جانب وضع معالم تعريفية ولوحات إشهارية بموقع أشير والمناطق المجاورة له، وتوفير مرافق صحية تليق بقيمة هذا الموقع بوصفه مركزاً سيادياً للدولة الزيرية. كما أوصى المشاركون بغرس الأشجار واستعادة "طريق زيري" ليصبح مساراً أخضر يحدد المعالم القديمة التي كانت تربط مدينة أشير بمنزه بنت السلطان.

ودعت التوصيات كذلك إلى تشجيع الأبحاث الأكاديمية المتخصصة في تاريخ وآثار الزيريين، وتحفيز صنّاع المحتوى الثقافي والسياحي على التعريف بموقع أشير عبر المنصات الرقمية، فضلاً عن إحياء المشاريع المعمارية التي تدرس العمران الزيري وتوثّق ملامحه.

واعتبر الحضور أن هذه المبادرة الرائدة نجحت في جمع قطاعات متعددة وجامعات من مختلف ولايات الوطن، ما يجعلها خطوة أولى نحو وضع أسس مشروع وطني شامل يهدف إلى حماية التراث الزيري وتثمينه، وجعله مورداً ثقافياً وسياحياً واقتصادياً يعزز الهوية التاريخية للجزائر.