أكد المناضل والكاتب الصحراوي حمدي يحظيه أنه حتى يقبل الحكم الذاتي، لابد أن يتفق الطرفان عليه وعلى مقتضياته وعلى تفاصيله، ثم بعد ذلك يرفع إلى الأمم المتحدة حتى يقبل. لكن في القضية الصحراوية، الطرف الصحراوي لا يريد قراءة حتى مسودة الحكم الذاتي، والشعب الصحراوي يرفض الحكم الذاتي، سواء الموجود منهم في المناطق المحتلة أو في الشتات أو اللجوء، رغم الظروف الصعبة والانتظار الطويل، ولكن الكرامة قبل كل شيء، مضيفا أن الحكم لا يستطيع أن يطبق مع دولة ديكتاتورية، مشدّدا على أن أي قبول للحكم الذاتي يعني نهاية الشعب الصحراوي، وبالتالي الشعب الصحراوي سيقاتل للنهاية.
توقف حمدي يحظيه في منصة صالون الجزائر الدولي للكتاب بفضاء "روح باناف"، أمس الثلاثاء، مطوّلا عند تاريخ نضال الشعب الصحراوي في الأمم المتحدة، ومجلس الأمن والذي بدا مع تسجيلها كقضية استعمار سنة 1963 حين درست الأمم المتحدة آنذاك الموضوع، حيث وجدت أن الصحراء الغربية من المناطق التي ينطبق عليها قرار 15-14 الصادر 14 ديسمبر 1960، وبالتالي تم إدراج الصحراء الغربية في قائمة المناطق التي يجب أن يصفى منها الاستعمار ويحدث فيها تقرير المصير.
وتناول الكاتب حمدي يحظيه، من جانب آخر، القرار الأخير الذي صدر يوم 31 أكتوبر عن مجلس الأمن، هذا القرار الذي أثير حوله الكثير من اللغط وصفه بـ"محاولة قرصنة تقرير مصير الشعب الصحراوي، وإخراج قضية تقرير مصير الشعب الصحراوي من بيانات وقرارات الأمم المتحدة ووضع مكانها الحكم الذاتي"، ولفت حمدي يحظيه الانتباه إلى وجود إشكالية أمام الحكم الذاتي الذي لا يعتبره شكلا من أشكال تقرير المصير ولا من أشكال تصفية الاستعمار، بمعنى أنه لا يجد مكانه في القانون الدولي قائلا: "وإذا أرادوا أن يجعلوه في القانون الدولي، على الطرفين أن يجلسا ويتفاوضا عليه"، ليؤكد أن الطرف الصحراوي رافض للتفاوض ولا يقرأ حتى مسودة الحكم الذاتي، مشيرا إلى أن هذا القرار جاء في سياق يتعلق برغبة الكيان الصهيوني والمغرب والولايات المتحدة الأمريكية القضاء على المقاومة في فلسطين وفي الصحراء الغربية.
واعتبر حمدي يحظيه أن الحكم الذاتي في صيغته الأولى هو حل يوجد في إطار دولة لها سيادة على الأرض، والمغرب لا سيادة له على الأرض والقانون الدولي لا يعترف له بهذه السيادة، وشدّد حمدي يحظيه في الأخير على أن الصحراويين يرفضون الحكم الذاتي بشدة. وخلص إلى أن الأمم المتحدة أصبحت في مأزق كبير، لأن المغرب رفض الاستفتاء والصحراويون رفضوا الحكم الذاتي، ويجب أن تبحث عن حل أو تنسحب، وهذا معناه أنها فشلت في حل القضية.
كما اعتبر حمدي يحظيه أن الكرة أصبحت في ملعب الأمم المتحدة التي هي في ورطة، هل ستفرض على المغرب أن يعود للشرعية الدولية، أو ستبحث عن حلول أخرى، في حالة ما إذا لم تجد أي حل من المفروض أن تخرج من القضية، ويعني ذلك فشل الأمم المتحدة.
وعن تصنيف جبهة البوليزاريو كحركة إرهابية، قال لا أحد يستطيع أن يقوم به لأنها حركة معترف بها في الأمم المتحدة وحركة تفاوض هي الطرف الثاني، والشيء الآخر هي دولة في الاتحاد الإفريقي، فهل ستسمح الأمم المتحدة بحركة تنتمي إليها أن تصنف؟ لا يستطيعون تصنيفها حركة إرهابية، والاتحاد الإفريقي سيقف ويقول لا يمكن ذلك، هذه دولة مؤسسة من مؤسسي الاتحاد الإفريقي، وبالتالي التصنيف مستحيل.
الأدب دائما ما تناول القضية الصحراوية
وتحدث الكاتب حمدي يحظيه عن علاقة الأدب بالنضال الصحراوي مختصرا، ولم يدخل في التفاصيل الكثيرة، إلا أنه اعتبر أن كل الثورات والانتفاضات والقضايا العادلة رافقها الأدب والإعلام، وهما جزء مهم من أي معركة، خاصة يقول: "إننا في الصحراء الغربية نوجد في طرف إفريقيا، وبالتالي العالم لا يعرفنا كثيرا"، وهذا فرض على المهتمين والكتاب والأساتذة أن يدخلوا المعركة بقوة أكبر حتى يعرفوا بالشعب الصحراوي ونضاله وعاداته وتقديم معلومات عن الصحراء الغربية.
وأشار حمدي يحظيه إلى أن الأدب قام بمواكبة النضال منذ البداية، والميزة المهمة أن كل الأدباء والشعراء والمثقفين في الصحراء الغربية منذ بدأت حرب التحرير منذ خمسين سنة لا يكتبون إلا عن النضال وعن القضية الصحراوية، لأن القضية المركزية هي قضية التحرير. وأوضح أن المتصفح للكتب الصحراوية وللجرائد والمواقع الصحراوية لا يجد إلا النضال والدفاع عن القضية الصحراوية والاستماتة في الدفاع عن تقرير مصير الشعب الصحراوي، وبالتالي الرواية والقصيدة والأغنية كرّست للقضية الوطنية.
كما يلاحظ حمدي أن أكثر القضايا التي قدّمت حولها دراسات وأطروحات هي قضية الصحراء الغربية، لأنها من قضايا القانون العالمي المهمة جدا. كما أن الأجانب ساعدوا الشعب الصحراوي حتى يتعرّف عليه العالم، حيث كتبوا عن المعاناة في اللجوء والسجون في المدن المحتلة، وأكثر قضية تم تناولها هي قضية السجون.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال